وسائل التواصل الاجتماعي: تأثيراتها السلبية على المجتمع المعاصر
خلال ندوة أقامتها اليوم السابع حول مستقبل السينما ومكانتها، أشار الناقد طارق الشناوى إلى الأهمية الكبيرة للحرية في المجال الفني وضرورة عدم الانصياع لوسائل التواصل الاجتماعي التي وصفها بأنها تفتقر إلى التقدير وتتمتع بطابع رجعي، حيث تُعد هذه الوسائل مشددة في معاييرها بخصوص الإبداع وتفرض أحكامًا صارمة على الأنشطة الفنية تميل إلى التطرف، وهذا الخضوع قد يعيق تطور السينما المصرية ويحد من إمكانياتها الجمالية والإبداعية.
أضاف الشناوى أنه من الضروري أن تتصدى الأوساط الفنية والإبداعية لهذا التطرف المتزايد الذي تروج له منصات التواصل، والذي قد يؤثر سلبًا على جودة الإنتاج الفني، لذا تُعد التدخلات الحكومية حاسمة في الحفاظ على روح الصناعة ودعمها، ومن خلال التحكم في مظاهر ضغط السوشيال ميديا يمكن أن نعود إلى إنتاج أعمال فنية مميزة تعكس روح المجتمع، مثل فيلم “خلي بالك من زوزو” الذي يمثل نموذجاً عن الفوائد العميقة للدعم العام والحرية في الإبداع.
كما تناول الشناوى أهمية الدعم المادي للسينما، مشيرًا إلى حالة نجاح معينة يمكن أن توضح مدى تأثير الدعم على الإنتاج الفني، حيث اعتبر أن فيلم “رسائل بحر” لم يكن ليخرج إلى النور لولا دعم الكاتبة إسعاد يونس للمخرج داوود عبد السيد، لذلك ينبغي على الداعمين والمؤسسات الحكومية بذل جهد أكبر لضمان تقديم أعمال تعكس تنوع الثقافة والفن في المجتمع.
في النهاية، أعرب طارق الشناوى عن أمله في مواجهة التحديات المستقبلية التي قد تواجه السينما، مؤكدًا على أن الأمر يتطلب التكاتف بين جميع الأطراف سواء كانت الدولة أو المؤسسات الفنية أو حتى الجمهور نفسه، وإذا استطعنا أن نتجاوز هذه العقبات سيمكننا تطوير سينما تعبر عن هويتنا وتاريخنا، وتنقل التجارب الإنسانية بشكل حقيقي وملهم.
تعليقات