تجسيد عالم الصم: نور الشريف وفاروق الفيشاوي وسميرة أحمد في السينما المصرية
يحتفل العالم في 23 سبتمبر باليوم العالمي للغات الإشارة، وهو احتفال سنوي يتزامن مع الأسبوع الدولي للصم، واختير هذا التاريخ ليتزامن مع ذكرى تأسيس الاتحاد العالمي للصم في عام 1951، وتعد هذه المناسبة فرصة لتسليط الضوء على القضايا التي تواجه مجتمع الصم والبكم وتعزيز التواصل من خلال لغات الإشارة، حيث يتم اعتبارها وسيلة أساسية للتعبير والتواصل.
في سياق هذا الاحتفال، نتناول أبرز الأفلام السينمائية التي تعكس قضايا وشخصيات من مجتمع الصم، فإن فيلم “الصرخة” الذي صدر في عام 1991 يعتبر أحد أبرز الأعمال السينمائية، حيث قدم الفنان الراحل نور الشريف شخصية “عمر” الشاب الأبكم والأصم الذي يواجه العديد من التحديات في حياته، وتسلط القصة الضوء على معاناة العمر واستغلاله من قبل باحثة في علوم الصم والبكم تجسدها الفنانة معالي زايد.
تتطور الأحداث حينما يسعى “عمر” لجمع المال من أجل إجراء عملية لاستعادة سمعه، ولكن الأمور تأخذ منحى أكثر تعقيدًا عندما تحاول زوجته التي تؤدي دورها الفنانة نهلة سلامة التلاعب بموارده، في سياق درامي يكشف عن التحديات التي يواجهها الكثيرون من أصحاب الهمم داخل المجتمع، مما يسلط الضوء على أهمية الدعم والمساندة لتلك الفئات.
في نفس الإطار، قدم النجم الراحل فاروق الفيشاوي شخصية “سايس” الأصم في فيلم “الجراج” الذي أنتج في السبعينات، وشهد الفيلم مشاركة عدد من النجوم مثل نجلاء فتحي وسيد زيان، ورغم قصته المؤلمة قدّم فاروق الفيشاوي دورًا مميزًا يظهر التحديات التي يواجهها الأصم وتقاطعها مع الحياة اليومية، الأمر الذي أثر على الجمهور بطريقة إيجابية.
على جانب آخر، تقدمت النجمة سميرة أحمد في فيلم “الخرسـاء” بدور فتاة فاقدة السمع، حيث أظهرت قدرة كبيرة على الإندماج في الشخصية، وبذلت جهودًا لتعلم لغة الإشارة مما ساهم في نجاح الفيلم بشكل كبير، حيث حققت سميرة النجاح بفضل تفانيها في تقديم دور يبرز تفاعلات مجتمع الصم.
وفي خطوة جديدة تبرز اهتمام السينما بمشاكل هذه الفئة، تم عرض فيلم “122” مترجماً بلغة الإشارة، ليكون من بين الأفلام الأولى التي تركز على احتياجات الصم، يعكس الفيلم اهتمام الصناعة بتبني المزيد من الأعمال المترجمة بلغة الإشارة مستقبلاً، مما يعزز التواصل ويعزز من مكانة أصحاب الهمم في عالم الفن.
تعليقات