دليل ولي الأمر: استراتيجيات فعالة لحماية الأطفال من الإدمان الرقمي خلال العودة إلى المدارس
مع انطلاق العام الدراسي الجديد يعاني أولياء الأمور من تحدي تعلق أطفالهم بالأجهزة الذكية مثل الهواتف المحمولة والتابلت، فالأطفال أصبحوا يلتصقون بتلك الأجهزة بشكل مفرط من الممكن أن ينعكس سلبًا على صحتهم النفسية والجسدية، حيث يتحول الاستخدام من وسيلة تعلم وترفيه إلى تهديد حقيقي لتركزهم وتحصيلهم الدراسي، لذا يتوجب على الأهل أن يتبعوا نهجًا متوازنًا لتنظيم هذا الاستخدام، ويجب التركيز على التثقيف بدلاً من المنع الكامل للأجهزة.
يجب على أولياء الأمور أن يحددوا بوضوح وقت الشاشة، حيث يتعين وضع جدول زمني لاستخدام الأجهزة يحدد فيه وقت الاستخدام اليومي، من الممكن البدء بساعتين بعد إنجاز الواجبات، ويفضل استخدام مؤقت داخلي أو خاصية “وقت الشاشة” المتوافرة في أجهزة الأطفال لضمان التزامهم بالجدول، هذا سيساعدهم على تنظيم وقتهم بين الدراسة والترفيه بصورة فعالة تعود بالنفع على أدائهم الدراسي ونفسيتهم.
يمكن أيضًا الاستعانة ببرامج الرقابة الأبوية التي توفر العديد من الخيارات لمتابعة نشاطات الأطفال على الأجهزة، مثل Google Family Link وQustodio، مما يتيح للأهل القدرة على التحكم في التطبيقات المستخدمة وتحديد الأوقات المسموح بها، وهذا يساعد في خلق بيئة آمنة وتعليمية لأطفالهم بعيدًا عن المحتويات الضارة أو المفرطة.
كما يمكن تنفيذ أنشطة تفاعلية تعتمد على الواقع من خلال تشجيع الأطفال على ممارسة الرياضات الجماعية مثل كرة القدم أو السباحة، ويحبذ تخصيص يوم خالي من الإنترنت للعائلة حيث يمكن القيام بأنشطة بديلة مثل الألعاب التفاعلية أو الأنشطة الفنية، هذا يعزز الروابط العائلية ويساهم في تطوير مهارات التواصل الاجتماعي لدى الأطفال.
من الضروري تقديم بدائل ممتعة للأطفال مثل التطبيقات التعليمية والألعاب الذهنية عوضًا عن الألعاب العنيفة، يمكن استخدام كتب مصورة أو ورش عمل فنية لتنمية المهارات المختلفة وتعزيز التفكير الإبداعي، هذا يساعد في تحفيز الأطفال على الاستفادة من وقتهم بشكل إيجابي ويقلل من اعتمادهم على الأجهزة الذكية.
يجب أن يكون الأهل نموذجًا يحتذي به الأطفال من خلال الالتزام بتقليل استخدامهم للأجهزة أمام الأطفال، ويمكن تخصيص أوقات للعائلة بعيدًا عن الشاشات لتعزيز التواصل والتقارب الأسري، وهذا بدوره سيزرع في نفوس الأطفال أهمية التوازن بين استخدام التكنولوجيا والحياة اليومية.
من المهم أن يتبع الأهل نهج التوعية بدلاً من توبيخ الأطفال عند الحديث عن مخاطر الإدمان الرقمي، ينبغي أن يتم شرح تلك المخاطر بلغة بسيطة تناسب أعمارهم والتركيز على قواعد مقبولة بدلاً من فرضها بالقوة، هذا يسهل فهم الأطفال ويساعدهم على اتخاذ قرارات أفضل بشأن استخدامهم للأجهزة.
مراقبة سلوك الطفل عند تقليل استخدام الأجهزة أمر ضروري، يُفضل استشارة متخصص نفسي إذا ظهرت على الطفل أي مشاعر انسحاب أو توتر شديد نتيجة التغيرات المفاجئة، هذا سيساعد في توجيههم بشكل صحيح ومعالجة أي مشكلات قد تظهر نتيجة الاستخدام المفرط سابقًا.
تتجلى بعض علامات الإدمان الرقمي عند الأطفال في العصبية المفرطة عند سحب الهاتف أو إهمال الواجبات والأنشطة اليومية، كما قد تتضمن قلة النوم والسهر لساعات طويلة وفقدان الاهتمام بالتفاعل مع الأسرة أو الأصدقاء، لذا من المهم التعامل مع تلك العلامات بحذر ومتابعة الأطفال بشكل دوري.
تعليقات