تأثير التغير المناخي على البيئة البشرية: حقائق Investigative Insights
تتزايد المعلومات في عالم اليوم حيث يتم تبادل كميات هائلة من البيانات يومياً، وتختلط الحقائق بالأكاذيب مما يؤدي إلى انتشار معلومات مضللة، لذا فإن عملية التحقق الدقيقة تُعتبر ضرورية للغاية، تأتي سلسلة تقارير بعنوان “اعرف الصح” لتتناول قضايا بيئية وعلمية مشهورة بالكثير من الجدل، وسنبدأ بتسليط الضوء على تأثير البشر في تغير المناخ، هل هو نتيجة لعمليات طبيعية بحتة أم نتيجة سلوكيات البشر؟
حسب برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يلاحظ العالم زيادة سريعة في درجات الحرارة، حيث تؤثر الحرارة غير الموسمية على معظم قارات الأرض، الخبراء يؤكدون أن هذا يعكس تغييرات سريعة في مناخ الأرض رغم أن الكثيرين ينكرون حقيقة أزمة تغير المناخ، هذه الفجوة في المعلومات تؤثر بشكل كبير على الوعي العام وتؤخر التحركات اللازمة لمعالجة هذه القضية الحرجة.
ديتشن تسيرينج، القائم بأعمال مدير قسم تغير المناخ في برنامج الأمم المتحدة للبيئة، يؤكد أن العالم يواجه ضغوطاً نتيجة تغير المناخ، وبخاصة أن المعلومات المضللة تعيق اتخاذ الإجراءات الضرورية لمواجهة التحديات، التغيرات المناخية ليست ضغطاً مؤقتاً بل ظاهرة تتطلب اهتماماً عاجلاً وفقاً للبحوث العلمية ذات الصلة.
تاريخياً شهدت درجات الحرارة تقلبات مع فترات احترار وبرودة، لكن الاستقرار شهدناه منذ العصر الجليدي الأخير كان ضرورياً لتطور الحضارات، اليوم هذا الاستقرار يتعرض للتهديد، حيث تسجل الأرض أعلى معدلات ارتفاع في درجة الحرارة خلال ألفي عام، سجلت مستويات الحرارة حالياً زيادة تتراوح حول 1.2 درجة مئوية مقارنةً بفترات ما قبل الصناعة، مما يعكس تحولاً عميقاً في المناخ.
تشير مؤشرات المناخ الأخرى إلى تصاعد القلق، فدرجات حرارة المحيطات ومستويات البحر تزداد بشكل مقلق، بالإضافة إلى توالي ارتفاع غازات الدفيئة في الغلاف الجوي، في مقابل ذلك، تتراجع الأنهار الجليدية والجليد البحري بمعدلات تهدد التوازن البيئي، هذا الوضع يتطلب إجراءات سريعة للتخفيف من تأثيراته المستقبلية.
بخصوص مفهوم “تغير المناخ كعملية طبيعية”، رغم أن التغير قد يكون طبيعياً إلا أن النشاط البشري يعزز تلك التغيرات بشكلٍ كبير، تقرير الهيئة الحكومية الدولية المعنية بتغير المناخ أكد المسؤولية البشرية في ظاهرة الاحتباس الحراري، مما يسلط الضوء على ضرورة الوعي والإجراءات اللازمة لتحقيق توازن بيئي فعال.
غالبية الاحتباس الحراري من عمليات حرق الوقود التقليدي، هذا الإجراء يفرط في إطلاق غازات الدفيئة بما يسهم في حبس الحرارة، تمكّن العلماء عبر تحليل الجليد وحلقات الأشجار من تحديد تركيز الغازات، وهذه الجهود هي دليلاً على انبعاثات الواردات البشرية، كما تشير البيانات إلى أن مستويات غاز ثاني أكسيد الكربون والميثان قد وصلت لأرقام غير مسبوقة منذ آلاف السنين، مما يتطلب اهتماماً علمياً واجتماعياً أفضل.
تعليقات