التداعيات الاقتصادية لأزمة الرسوم الأمريكية على قطاع التكنولوجيا

التداعيات الاقتصادية لأزمة الرسوم الأمريكية على قطاع التكنولوجيا

تراجعت الأسهم الأمريكية بشكل كبير في 10 أكتوبر بعد تهديد الرئيس دونالد ترامب بزيادة الرسوم الجمركية على المنتجات الصينية كما أشار إلى احتمال مقاطعة اجتماع قمة مع الرئيس الصيني شي جين بينغ في الأسابيع القادمة وانخفض مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بمقدار 182.60 نقطة بنسبة 2.7% ليغلق عند 6,552.51 نقطة بينما خسر مؤشر داو جونز الصناعي 878.82 نقطة بنسبة 1.9% ليغلق عند 45,479.60 نقطة وهذا التراجع يعكس توترات جديدة في العلاقات التجارية بين البلدين.

تراجع أيضًا مؤشر ناسداك المركب الذي تهيمن عليه شركات التكنولوجيا بنسبة 4% بخسارة قدرها 820.20 نقطة ليغلق عند 22,204.43 نقطة ورغم أن الأسواق المالية تجاهلت الإغلاق الحكومي الذي يدخل يومه العاشر فقد تفاعلت بقوة مع تصريحات ترامب التي نشرها على منصة “تروث سوشيال” ما أدى إلى موجة اضطرابات في أسواق المال الأمريكية وتفاقم القلق بشأن مستقبل الاستثمارات في القطاع التكنولوجي.

قال جاك أبلين كبير استراتيجيي الاستثمار في شركة كريسيت لإدارة الأصول إن الصين تجسد أكبر شريك تجاري للولايات المتحدة وهو شريك يتمنى المستثمرون استمرار التعاون معه معتبرًا أن الحاجة المتبادلة بين الطرفين هي ما تعزز هذا التعاون ورغم ذلك، فإن عمليات البيع الحادة قد تشير إلى ضغوطات أخرى تدفع المستثمرين نحو اتخاذ قرارات سريعة في ظل هذه الظروف غير المستقرة.

التوقعات السلبية تعكس كذلك تأثير قرارات واشنطن على المستهلكين الأمريكيين حيث أظهر استطلاع رأي من جامعة ميشيغان في 10 أكتوبر انخفاضًا مقلقًا في أحد مكوناته الفرعية وهذا يشير إلى أن الوضع الاقتصادي قد يتأثر سلبًا في حال استمرت الأزمات الحالية وكان حماس المستثمرين حول الابتكارات التكنولوجية خافضًا، ما يزيد من المخاوف بشأن قابلية السوق للتكيّف.

يسلط ترامب الضوء على الضوابط الشاملة التي تسعى الصين لفرضها على صادرات المعادن النادرة متعهدًا بأن الولايات المتحدة سترد ماليًا على هذه القرارات من خلال فرض “زيادة هائلة في الرسوم الجمركية” على الواردات الصينية بالإضافة إلى إلغاء خططه للقاء الرئيس شي جين بينغ خلال قمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ، تمثل هذه التهديدات تطورًا إضافيًا في التوترات الاقتصادية العالمية.

يعتقد ترامب أن الرسالة التي تلقتها دول العالم من الصين تهدف إلى السيطرة على صادرات “كل عنصر إنتاج ذي صلة بالمعادن الأرضية النادرة” مؤكدًا أن الصين تسعى إلى “احتكار” هذه الصناعة ما يعكس حدة الصراع الاقتصادي القائم بين الطرفين والذي يمتد لعلاقات تجارية متوترة تمثل خلفية لكل هذه التوترات الجديدة.

على الرغم من التحذيرات والمتغيرات السريعة في الساحة السياسية والاقتصادية إلا أن ترامب يشير إلى أن الولايات المتحدة تمتلك عناصر تفوق قوية في مواجهة الصين موضحًا في تصريحات أن الوضع الحالي يستدعي اتخاذ إجراءات صارمة لضمان عدم تحقيق الصين لمصالحها على حساب الولايات المتحدة، وهو ما يعكس روح التنافسية العالية في العلاقات التجارية العالمية.

تناولت الإدارة الأمريكية خلال الولايات المتحدة الثانية فرض رسوم جمركية شاملة على الواردات حيث استهدفت الصين بشكل خاص ويأتي تمديد الهدنة لهذه الرسوم كنتيجة لمفاوضات طويلة ومعقدة بين الطرفين ما جعل الشركات التقنية في وضع حرج وأدى إلى تداعيات مالية موجعة يواجهها المستثمرون في كل من الولايات المتحدة والصين.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.