أزمة أشباه الموصلات الجديدة: صراع آبل وبكين وتأثيره على إنتاج آيفون
تلعب الألعاب السياسية دورًا كبيرًا في تحديد مخصوصات التفوق التكنولوجي في صراع دائم بين واشنطن وبكين، والآن تعود الأزمة السياسية بين الصين وتايوان لتثير قلق صانعي التكنولوجيا وأبرزهم آبل، حيث عبّر تيم كوك، الرئيس التنفيذي لآبل، عن مخاوفه من احتمال حدوث هجوم صيني على تايوان، وهو ما قد يؤدي إلى حرمان آبل من الرقاقات اللازمة لإنتاج أجهزتها، هذه القلق يثير تساؤلات حول مستقبل الهواتف الذكية وتعافي قطاعات التكنولوجيا من آثار أي توترات تفاقم الوضع.
ظهرت بوادر قلق كوك بوضوح بعد الصور المُلتقطة بواسطة الأقمار الصناعية، حيث كشفت وجود نسخة مقلدة من العاصمة التايوانية في الصين، تصريحات رئيس تايوان، لاي تشينج تي، أكدت على تسريع بناء درع لحماية البلاد من أي اعتداءات عسكرية، هذه التطورات تعكس توتر الأوضاع التي تنعكس سلبًا على المشهد التكنولوجي، مما يزيد الضغط التجاري على الشركات العالمية مثل آبل التي تعتمد على استقرار المنطقة وتعاونها التكنولوجي.
آبل قد تواجه مواقف خطيرة مستقبلًا وذلك بعد إعلان الحكومة الصينية تشديد القيود المفروضة على صادرات المعادن الأرضية النادرة، تلك المعادن التي تعتبر ضرورية لعمليات تصنيع الرقاقات، تفرض الصين شروطًا على الشركات الراغبة في استيراد المعادن، حيث تنتج الصين حوالي 90% من تلك الموارد، مما يعنى أن أي قيود إضافية قد تضر بإنتاج هواتف آيفون وتعرقل العمليات اللازمة لصنعها.
تعتبر المعادن الأرضية النادرة عاملاً حاسمًا في صناعة الرقائق، تُستخدم لتحسين الخصائص الكهربائية والبصرية، هذا يبرز أهمية هذه الموارد في التصنيع، ومن بين المواد المهمة التي تُعدّ حصرية للصين توجد الساماريوم، والتي تُستخدم في تصنيع الطائرات والمعدات العسكرية، نمط التوتر الحالي يجعل كل من TSMC و سامسونج أمام تحديات كبيرة، إذ يمكن لبكين فرض قيود قد تعزز من سيطرتها على الصناعة العالمية للرقاقات.
تشير التقارير إلى أن بكين لجأت إلى تشديد قبضتها على المعادن النادرة في وقت تزداد القلق من استخدام هذه المواد، خاصة في التطبيقات العسكرية، هذا القلق يعكس حساسية الوضع العسكري والسياسي بين الدول، ويدفع الشركات إلى تكثيف جهودها للنجاة من تبعات هذه السياسات الصارمة، آبل قد تجد أن تحديات صناعة الرقاقات تعقد الأمور أكثر في المستقبل.
القواعد الجديدة المتعلقة بالمواد الأرضية النادرة ستدخل حيز التنفيذ في 8 نوفمبر القادم، مما يستدعي من الشركات التحضير لهذه المرحلة، ستؤثر هذه القوانين على سلاسل التوريد عالميًا، مما يزيد الاحتقان، ومن المرجح أن تؤدي هذه التطورات إلى تشكيل مشهد مُعقد في صناعة التكنولوجيا، مع احتمال أن تجد آبل نفسها في مأزق معقد يعيق إنتاج هواتف آيفون المستقبلية، تحتاج الشركات لتبني استراتيجيات جديدة لمواجهة هذا التحدي المتزايد.
تعليقات