دعوى جماعية ضد أبل: انتهاك حقوق النشر في تدريب الذكاء الاصطناعي
تواجه شركة أبل الأمريكية دعوى قضائية جماعية جديدة تتهمها بانتهاك حقوق النشر أثناء تدريب أنظمتها الذكية وذلك بعد أقل من شهر على اتهامات سابقة تتعلق باستخدام كتب مقرصنة لتطوير نماذج الذكاء الاصطناعي الخاصة بها، تقدم عالما أعصاب من جامعة SUNY Downstate Health Sciences University بشكوى ضد أبل حيث زعما أن الشركة استخدمت أعمالهما المسجلة دون الحصول على إذن مسبق، وأشارا إلى أن الشركة استفادت من برامج الزحف الآلي للوصول إلى كتب رقمية محمية تضمنت مؤلفاتهما العلمية المعروفة.
تأتي هذه الدعوى بعد قضية مشابهة رفعها مؤلفان آخران في سبتمبر الماضي حيث اتهموا أبل باستخدام مؤلفاتهم المنشورة لتدريب نظام الذكاء الاصطناعي الخاص بها دون الحصول على موافقات قانونية من أصحاب الحقوق، ويبدو أن هذه المسألة تعكس مشكلات أعمق في كيفية تعامل الشركات التقنية الكبرى مع الملكية الفكرية، فيما يبرز الإشكال حول الأخلاقيات المرتبطة باستخدام محتوى محمي لإنشاء أنظمة ذكاء اصطناعي.
شركة أبل ليست الوحيدة المتورطة في هذه القضايا حيث تواجه شركات تكنولوجيا كبرى أخرى مثل OpenAI دعاوى مشابهة وكان أبرزها القضية التي رفعتها صحيفة نيويورك تايمز ضد الشركة بتهمة استخدام محتواها الصحفي في تدريب نماذج اللغة الخاصة بها دون الحصول على الترخيص المطلوب، ويشير هذا الاتجاه إلى أزمة متنامية في وادي السيليكون تتطلب مراجعة جادة لاستراتيجيات التدريب الخاصة بتلك الشركات.
تشير التقارير إلى أن هذه الدعاوى قد تستند إلى سوابق قانونية تم وضعها مطلع العام الجاري حيث وافقت شركة Anthropic على تسوية جماعية بلغت 1.5 مليار دولار لصالح حوالي 500 ألف مؤلف بعد اتهامها بانتهاك حقوق النشر أثناء تدريب أنظمتها الذكية، وهذا يعكس مدى تعقيد الوضع القانوني في هذا المجال الذي يزداد تعقيدًا مع تزايد استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي.
تضع القضية الجديدة أبل في موقف قانوني حساس وتثير جدلًا مرة أخرى حول الحدود الأخلاقية والقانونية لتدريب الذكاء الاصطناعي باستخدام محتوى محمي، ويرى المراقبون أن هذه الدعاوى قد تدفع الشركات التقنية الكبرى إلى إعادة النظر في سياسات البيانات والتدريب، وكذلك التوجه نحو إبرام اتفاقيات ترخيص رسمية مع دور النشر والمؤلفين لتفادي المزيد من النزاعات القانونية في المستقبل.
تعليقات