من محمود المليجى إلى ياسر جلال: رحلة الفنانين في عالم السياسة تحت قبة البرلمان

من محمود المليجى إلى ياسر جلال: رحلة الفنانين في عالم السياسة تحت قبة البرلمان

أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسي قرارًا بتعيين مجموعة من الشخصيات في مجلس الشيوخ المصري مما يعكس اهتمام الدولة بالقوى الناعمة ومشاركتهم في الحياة الاجتماعية والسياسية ، حيث ضم هذا القرار مجموعة من الفنانين البارزين مثل النجم ياسر جلال والمخرج الكبير خالد جلال والكاتب أحمد مراد مما يبرز أهمية الفن في تعزيز العمل التشريعي ودوره الحيوي في المجتمع ، كما أن هذا التوجه يأتي ضمن سياق طويل من مشاركة الفنانين في المجالس النيابية عبر التاريخ المصري الحديث .

لقد شهد تاريخ المجالس النيابية في مصر انضمام عدد من الفنانين البارزين إلى مجلس الشيوخ والنواب على مر السنوات ، حيث كانت البداية مع الفنان الكبير يحيى الفخراني والفنانة سميرة عبد العزيز اللذين تم تعيينهما في مجلس الشيوخ عام 2020 ، وقد قوبل هذا القرار بترحيب كبير من الوسط الفني والثقافي الذي يرى أن وجود الفنانين يعكس دعم الدولة للإبداع وحرية التعبير من خلال الفن ، حيث عبر الفخراني عن انطباعاته الإيجابية حول هذا التعيين .

الفنان الراحل محمود المليجي يعتبر من الأوائل الذين دخلوا المجالس النيابية عندما عينه الرئيس الأسبق محمد أنور السادات عضواً بمجلس الشورى عام 1980 ، حيث استمر في تمثيل الفنانين داخل المجلس حتى وفاته ليكون صوتًا للمبدعين والمبدعات في تلك الفترة الحاسمة من تاريخ مصر ، بعده استمر هذا التقليد حيث تم تعيين الموسيقار محمد عبد الوهاب تقديرًا لإسهاماته الكبيرة في الموسيقى المصرية والعربية مما يعكس القيمة التي توليها الدولة للفن والفنانين .

في عام 1991 انضمت الفنانة القديرة أمينة رزق إلى مجلس الشورى كعضو معين ، وبعدها بفترة انضمت مديحة يسري التي اكتشفت خبر تعيينها من نشرة الأخبار حيث بدأت بعدها تحديًا جديدًا في العمل السياسي ، حيث تحدثت مديحة عن شعورها بالرهبة والخوف أثناء أول ظهور أمام مجلس الشورى رغم مسيرتها الفنية الطويلة التي تجاوزت 120 عملاً مما يبرز كيفية الانتقال من الفن إلى العمل السياسي والجمهور .

تعتبر الفنانة فايدة كامل من الرائدات في هذا المجال حيث ترشحت للانتخابات البرلمانية عام 1971 واستطاعت أن تحصد مقعداً بمجلس الشعب ، حيث ترأست لجنة الثقافة والإعلام والسياحة وظلت تمثل دائرتها لمدة 34 عامًا مما جعلها تدخل موسوعة “غينيس” كأطول برلمانية فنية مشاركة في المجلس ، وقد جاء بعدها الفنان حمدي أحمد في العام 1979 وشغل منصبه كعضو عن حزب العمل الاشتراكي ليكون معبرًا عن قضايا مجتمعه بجرأة مما يدل على أهمية وجود الصوت الفني في قبة المجلس .

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.