تأثير التوترات التجارية على سعر بيتكوين: تراجع بنسبة تقترب من 2%

تراجعت عملة “بيتكوين” خلال تعاملات اليوم الثلاثاء مما أدى إلى توقف الموجة الانتعاش الأخيرة في السوق وذلك بفعل عزوف المستثمرين عن الأصول عالية المخاطر مع تصاعد المخاوف من تجدد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين مما أثر سلباً على معنويات المستثمرين في مختلف الأسواق المالية مما تسبب في حالة من عدم اليقين الاقتصادي.

انخفضت “بيتكوين” بنسبة 2.17% خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية لتتداول عند نحو 111,557.25 دولار مما يعكس استمرار الاتجاه الهابط بعد فترة قصيرة فقط من تسجيلها مستوى قياسياً بلغ 126,000 دولار حسب بيانات منصة “كوين ماركت كاب” مما يجعلها تخضع لضغوط متزايدة في ظل المعطيات الحالية.

وكانت “بيتكوين” قد سجلت انخفاضاً إلى 103,800 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع بعد الإعلان المبكر عن الرسوم الجمركية الإضافية قبل أن تشهد تعافياً مؤقتاً إلى 115,000 دولار يوم الاثنين ولكن هذا الانتعاش لم يستمر طويلاً في ظل استمرار التوترات بين المنطقتين الاقتصاديتين الرائدتين بالعالم.

فيما يتعلق بأداء العملات المشفرة الأخرى فقد انخفضت عملة “إيثريوم” بنسبة 0.4% إلى 4,116 دولار بعد تراجعها إلى 3,400 دولار خلال عطلة نهاية الأسبوع كما تراجعت عملة ريبل XRP بنسبة 0.6% لتبقى دون مستوى 3 دولارات فيما أظهرت سولانا وكاردانو أداءً إيجابياً بارتفاع بلغ 4.8% و1.1% على التوالي مما يعكس تباين الأداء بين العملات.

يواجه سوق العملات المشفرة حالياً ضغوطاً مزدوجة نتيجة التوترات الجيوسياسية والشكوك المتزايدة حول استراتيجيات الخزائن المؤسسية فيما يتعلق بتداول البيتكوين مما يزيد من حالة الحذر بين المستثمرين ويحد من إمكانية التعافي في القيمة السوقية قريباً مما يشكل تحدياً إضافياً يتطلب استراتيجية واضحة.

يجري هذا التراجع بعد إعلان الرئيس الأمريكي عن فرض رسوم جمركية تصل نسبتها إلى 100% على الصين مما أدى إلى فقدان سوق العملات المشفرة نحو 500 مليار دولار من قيمتها السوقية في فترة زمنية قصيرة مما يسلط الضوء على التأثير المباشر للأحداث السياسية على الأسواق المالية.

تأتي هذه التطورات في وقت يواجه فيه الاتفاق التجاري السابق بين الولايات المتحدة والصين خطر الانهيار حيث تُعد المعادن النادرة محوراً رئيسياً للاختلافات بين الجانبين بسبب أهميتها في الصناعات التكنولوجية المتقدمة والدفاع وأشباه الموصلات مما يزيد التوترات التجارية بين القوى الاقتصادية الكبرى.

مع تفاقم التوترات التجارية توجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة مثل الذهب الذي سجل ارتفاعات قياسية جديدة اليوم بينما تراجعت شهية المخاطرة رغم بعض التصريحات الأمريكية التي تحمل نوايا تصالحية تجاه بكين مما يعكس التحديات الكبيرة التي تواجه الأسواق المالية في ظل البيئة الحالية.