مهرجان القاهرة للجاز: إحياء ذكرى زياد الرحباني بعد 15 عامًا من الفنون

قال الموسيقار عمرو صلاح مدير ومؤسس مهرجان القاهرة الدولي للجاز إن المهرجان يحتفي بذكرى الراحل زياد الرحباني بعد مرور 15 عامًا على حضوره الأول بالمهرجان، يأتي هذا الاحتفاء كفرصة لتسليط الضوء على إرثه الفني الكبير وتأثيره في مجالات الموسيقى والمسرح، يعكس هذا التكريم مكانة زياد في قلوب متابعيه ومحبيه من جمهور القاهرة، الذين لم ينسوا إبداعاته التي أثرت في الذائقة الفنية على مر السنوات

وأوضح عمرو صلاح أن المهرجان ينطلق تحت شعار تحية إلى زياد، حيث تضم فعاليات حفل الختام عرضًا مميزًا يجمع عدة فنانين بارزين، مثل حازم شاهين وهاني عادل ورنا حجاج ونوران أبو طالب وعلياء ندى، جميع هؤلاء الفنانين كانوا قد تعاونوا سابقًا مع زياد على عدة مشاريع فنية في مصر، مما يضفي طابعًا خاصًا على هذا الحدث ويجعل من هذه اللحظة تكريمًا لروح الراحل وإبداعاته

وأضاف عمرو صلاح أن المهرجان يقدم هذه التحية تقديرًا لعطاء الموسيقار الراحل، حيث يرافقه أوركسترا التسجيلات المصري بقيادة وجدي الفيوي، من المقرر أن يمتزج شغف الموسيقى مع التنسيق الفني تحت إشراف باسل هشام، مما يساهم في خلق تجربة فريدة للجمهور تعكس روح فنان عظيم كان له تأثير بالغ في مجتمعه الفني والثقافي

زياد الرحباني الذي وُلِد في 1 يناير 1956 يعتبر واحدًا من أبرز الفنانين المجددين في مجالات الموسيقى والمسرح السياسي، وهو ابن الأسطورة فيروز والموسيقار الراحل عاصي الرحباني، قد نشأ في بيئة فنية وداعمة مكنته من صقل موهبته والتحول إلى فنان شامل يمزج بين عمق الأفكار والفكاهة والنقد الاجتماعي

حصل زياد على شهرة واسعة من خلال مسرحياته التي عكست واقع لبنان وتحدياته بأسلوب ساخر وذكي، تميزت أعماله بالجرأة في تناول القضايا الاجتماعية وقدرة على التحليل العميق للمجتمع، مع قدرته على دمج عناصر الموسيقى الحديثة مع النغمات الشرقية بأسلوب مبتكر يترك أثرًا عميقًا في النفوس

عرف زياد بمواقفه السياسية الواضحة وأصبح رمزًا للأصوات الفنية اليسارية في العالم العربي، تبنى الفكر الشيوعي في طروحاته الفنية، واستخدم أعماله كمنبر للتعبير عن قضايا الإنسان العربي في ظل الصراعات والحروب، بالإضافة إلى التناقضات الاجتماعية التي واجهها المواطن العربي بشكل يومي، مما جعله شخصية فريدة في تاريخ الفن العربي