اكتشاف العلماء لأصغر كتلة نقية من المادة المظلمة في الكون
فى اكتشاف غير تقليدي قدم فريق من علماء الفلك دليلاً جديداً على وجود المادة المظلمة حيث تمكنوا من رصد أصغر كتلة معروفة من هذه المادة تُقدَّر بنحو مليون مرة من كتلة الشمس وعلى بُعد حوالي 10 مليارات سنة ضوئية ورغم عدم إصدارها أي ضوء إلا أنها تُعتبر دليلاً واضحاً على تجميع المادة المظلمة النقية الخالية من أي نجوم، وقد تم الكشف عنها من خلال ظاهرة تُعرف بـ “حلقة آينشتاين” الناتجة عن انحناء الضوء بسبب العدسة الجاذبية.
استخدم علماء الفلك شبكة عالمية من التلسكوبات الراديوية لرصد تفاصيل هذه الحلقة بدقة متناهية ووفقاً لورقتين علميتين نُشرتا مؤخرًا استخدم الفريق خوارزميات تحليل مبتكرة لرسم خريطة الجاذبية داخل الحلقة، ولتوضيح الأمر تبين وجود تشوه صغير جداً في الإشعاع الراديوي ولا يمكن تفسيره من خلال أية أجسام مرئية مما يشير إلى أن كتلة هذا التشوه تعادل مليون كتلة شمسية مما يجعله أخف بنحو مئة مرة من أصغر الأجسام المماثلة التي رُصدت سابقاً.
يُعتقد أن الجسم المكتشف لا يُمكن أن يكون مجرة صغيرة أو عنقوداً نجومياً نظراً لعدم وجود أي إشعاع ضوئي مما يُعزز الفرضية حول كونه كتلة من المادة المظلمة الباردة، المكونة من جسيمات بطيئة الحركة وقادرة على تكوين تجمعات صغيرة بدون نجوم، ويُعتبر هذا الاكتشاف خطوة مهمة لرصد نماذج المادة المظلمة الحديثة التي تتوقع وجود كتل صغيرة في الكون.
أعرب الباحث “ديفون باول” عن اعتقاده بأن هذا الاكتشاف ليس مفاجئاً بل يُعتبر بداية لرصد تجمعات مشابهة في المستقبل القريب وبدوره أكد العالم “كريس فاسنهاوت” أن رصد مثل هذه الكتل الصغيرة يُعتبر عنصراً أساسياً لفهم طبيعة المادة المظلمة، حيث قد تُقدم هذه الكتل أول دليل عملي حول كيفية تشكيل المجرات في الكون المبكر.
يأمل العلماء أن تستمر عمليات الرصد باستخدام تلسكوبات أكثر دقة للكشف عن المزيد من هذه التجمعات الصغيرة، مما يساعد دراسات الفلك في حل أحد أكبر ألغاز الفيزياء الكونية حول طبيعة المادة المظلمة التي تُشكل نحو 85% من كتلة الكون ولكن لا يمكن رؤيتها.
تعليقات