سعيد أبو بكر: مسيرة كفاح وإرادة في الوظائف الحكومية حتى تحقيق الحلم

سعيد أبو بكر: مسيرة كفاح وإرادة في الوظائف الحكومية حتى تحقيق الحلم

تحل اليوم ذكرى رحيل الفنان سعيد أبو بكر الذي ترك أثرًا كبيرًا في عالم الفن، رحل عن عالمنا في 16 أكتوبر بعد مسيرة فنية حافلة بعد أن حصل على دبلوم المعهد العالي وعمل مفتشًا بالمسرح المدرسي كما شارك في فرقة المسرح الحديث، ومع بداية الخمسينات قام بإخراج عدد من المسرحيات المهمة مثل “صندوق الدنيا” و”بابا عايز يتجوز” و”حواء” و”الناس اللي فوق”، ترك أثرًا كبيرًا في الصحافة الفنية وذاكرة الجمهور على حد سواء.

من بين أشهر المسرحيات التي قدمها كانت مسرحية “لويس التاسع”، سافر إلى القاهرة لينضم لفرقة رمسيس بأجر شهري بسيط بلغ ثلاثة جنيهات لكن بعد فترة قرر مغادرة الفرقة بحثًا عن فرص عمل أفضل، استقر في السويس وعمل كأمين مخازن بالمجلس البلدي، رغم صعوبة الظروف إلا أنه كان واثقًا بموهبته واجتهاده لمنح جمهوره أفضل ما فيه، جعلت أعماله تترك بصمة في عالم الفن.

ولد سعيد أبو بكر في 20 نوفمبر ورغم عدم تصدره للأدوار البطولة إلا أن خفة دمه كانت كفيلة بأن تنقله إلى قلوب عشاق الفن، اشتهر بأدواره المميزة مثل دور شيبوب الذي قدمه مع فريد شوقي في فيلم “عنتر ابن شداد”، مر بظروف صعبة ولكن انطلاقه بين نجوم الفن كان حثيثًا ومليئًا بالتحديات التي تغلب عليها بشجاعة وموهبة.

مع بداية فرق التليفزيون، تم ترشيح سعيد أبو بكر كمدير لفرقة المسرح الكوميدي عام 1963، كما تولى إدارة الفرقة الاستعراضية الغنائية، قدم مجموعة من المسرحيات مثل “بنت بحري” و”حمدان وبهانة” و”القاهرة في ألف عام”، معظم أدواره كانت صغيرة أو دور ثان لكن الفيلم الوحيد الذي أظهر موهبته الحقيقية كان “السبع أفندي”، لم يكن فنانًا عاديًا بل كان رمزًا للأمل والكفاح في عالم الفن.

تتميز مسيرته بالعلاقات الطيبة مع معظم نجوم الفن وعمالقته كما تميز بخفة الظل والنكتة العذبة، لكن للأسف أصيب بمرض القلب الذي عانى منه لسنوات، سافر إلى لندن لإجراء جراحة في القلب، لكن حدثت مواقف غير متوقعة أدت إلى وقوعه في نوبة قلبية، حيث عانت الطائرة من عدم القدرة على الهبوط وتم تحويل رحلتها إلى اسكتلندا ثم العودة مرة أخرى.

خلال هذه الرحلة الطويلة والمرهقة التي استمرت 17 ساعة تعرض أبو بكر لنوبة قلبية شديدة، توفي خلالها على متن الطائرة، تاركًا وراءه إرثًا فنيًا يتذكره جمهوره ومحبيه، وبهذا رحل سعيد أبو بكر عن عالمنا في 16 أكتوبرلينتقل إلى عالم آخر بعد أن أثرى حياتنا بأعماله المميزة.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.