تراجع تطبيق ثريدز: تحليل دقيق لاستراتيجيات الإنعاش والميزات الجديدة بالأرقام

أطلقت شركة ميتا المالكة لتطبيقات فيسبوك وإنستجرام تطبيق ثريدز Threads في عام 2023 ليكون منصة تواصل اجتماعي تركز على النصوص في محاولة لمنافسة منصة X تويتر سابقًا تم تصميم التطبيق ليعمل جنبًا إلى جنب مع إنستجرام مما سمح للمستخدمين بالتسجيل بسهولة ومتابعة نفس الأشخاص الذين يتابعونهم هناك

حقق تطبيق ثريدز انطلاقة قوية بعد الإطلاق إذ وصل إلى مليون مستخدم خلال ساعة واحدة ثم تجاوز 100 مليون مستخدم خلال خمسة أيام فقط وهو رقم قياسي في عالم تطبيقات التواصل الاجتماعي وبحلول منتصف عام 2025 بلغ عدد المستخدمين النشطين شهريًا نحو 400 مليون مستخدم بينما بلغ عدد المستخدمين النشطين يوميًا حوالي 115 مليون مستخدم

هذه الأرقام تشير إلى نمو واضح وثبات نسبي ولكن لا تنفي أبدًا التراجع الذي أعقب الحماس الأولي للإطلاق لذا يعد هذا التراجع مسألة مهمة يتعين على ميتا التعامل معها بشكل فعّال لضمان الاستمرارية

من أبرز أسباب تواجد ثريدز هو ارتباطه الوثيق بإنستجرام إذ يمكن للمستخدمين الانتقال بسهولة بين التطبيقين واستيراد المتابعين دون الحاجة إلى بناء جمهور جديد من الصفر كما ساهمت تحديثات التطبيق المستمرة في تحسين التجربة مثل إضافة الرسائل المباشرة ودعم المنشورات الطويلة وخيارات جديدة في عرض المحتوى

واجه ثريدز عدة عقبات فقد شهد في الأشهر الأولى تراجعًا في عدد المستخدمين النشطين يوميًا حيث غادر كثير من المستخدمين بعد التجربة الأولى بسبب ضعف التفاعل أو نقص بعض الميزات الأساسية كما أن الخوارزميات الخاصة بعرض المنشورات لم تكن دقيقة دائمًا مما جعل بعض المستخدمين يشكون من تكرار المحتوى

يمكن القول إن تطبيق Threads حقق نجاحًا جزئيًا حتى الآن فقد تمكن من جذب مئات الملايين من المستخدمين في وقت قصير وهو إنجاز ضخم في سوق تنافسية لكن النجاح الحقيقي سيتحدد بقدرته على الاحتفاظ بالمستخدمين وتحقيق تفاعل مستمر وإيرادات مستدامة

في العالم العربي لم يحقق تطبيق ثريدز نفس الزخم الذي حظي به في الأسواق الغربية فعلى الرغم من أن الكثير من المستخدمين قاموا بتجربته عند الإطلاق إلا أن نسبة كبيرة لم تستمر في استخدامه بشكل يومي بسبب المحتوى العربي المحدود مقارنة بمنصات أخرى مثل X أو فيسبوك

ومع ذلك بدأ التطبيق يشهد في الفترة الأخيرة زيادة تدريجية في النشاط العربي خاصة مع اهتمام بعض العلامات التجارية وصناع المحتوى الشباب بتجربته كمنصة جديدة للتعبير والمناقشة لذا يمكن القول إن Threads في العالم العربي ما زال في مرحلة النمو البطيء لكنه يمتلك فرصة للنجاح مستقبلاً إذا تمكن من دعم المحتوى المحلي وتحسين أدوات التفاعل باللغة العربية