إعادة هيكلة القوى العاملة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا

إعادة هيكلة القوى العاملة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا

سرحت وكالة الفضاء الأمريكية ناسا نحو 550 موظفًا من مختبر الدفع النفاث مما أثار مخاوف حقيقية بشأن تأثير ذلك على بعض البرامج والمشاريع الحيوية، وأوضح ديف جالاجر مدير المختبر أن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود لدعم هيكلة جديدة تضمن النجاح المستدام للمختبر، كما تهدف إلى تحفيز الابتكار وتحسين الوضع المالي للمؤسسة، وفي الوقت نفسه يقلق الكثيرون من الآثار المحتملة على المهام المستقبلية التي يقوم بها المختبر.

أشار جالاجر إلى أن المختبر يمر بعملية إعادة هيكلة تشمل تقليص حجم القوة العاملة، وذلك من أجل تعزيز الكفاءة وتعزيز القدرة التنافسية في بيئة الفضاء المتطورة، وقد تضمن التخفيضات بعض البرامج الكبرى، مثل مركبة أوروبا كليبر ومسبار سايكي لاستكشاف الكويكبات، وهذا التخفيض يمثل خطوة نحو تحسين الأداء العام رغم المخاوف الناتجة عن فقدان موظفين ذوي مهارات عالية.

تتمثل المهام الرائدة التي يقوم بها مختبر الدفع النفاث حاليًا في الاستكشافات المتعلقة بالمريخ، بما في ذلك مركبة بيرسيفيرانس الجوالة. وقد أُعلن سابقًا عن تخفيضات في الميزانية تؤثر على بعض هذه المشاريع، حيث زعم كيفن هيكس أحد المعنيين بأنه تم تسريح حوالي ثلث الفريق العامل على مركبة بيرسيفيرانس، مما يترك أثرًا سلبيًا على خطط الاستكشاف المستقبلي.

وجّه العديد من الموظفين المتضررين مشاعر الإحباط على وسائل التواصل الاجتماعي، حيث عبر البعض عن حزنهم البالغ لإغلاق مشاريعهم دون سابق إنذار، وأشار أحدهم إلى الأسى الذي يخيّم على الفريق خلال هذه الفترة، مضيفًا شعورًا عارمًا بالخيانة بعد سنوات من العمل الدؤوب في هذا القطاع.

بالتوازي مع ذلك، يتحدث موظفون آخرون عن مستويات التسريح، حيث أشاروا إلى أن أكثر من 10% من المختبر قد تأثروا بالتسريحات. وتداولوا بعض الشائعات حول احتمالية المزيد من التخفيضات، مما جعل الجميع متأهبين لإفراغ مكاتبهم واستعدادًا للمزيد من الأخبار السيئة، هذا الواقع يعطي انطباعًا عن حالة من عدم الاستقرار في بيئة العمل.

بالإضافة إلى ذلك، أبدى موظف ذو خبرة طويلة في المختبر قلقه إزاء مستقبل المؤسسة، قائلًا إن المختبر الذي كان يعرفه لم يعد كما كان، نظرًا للتغيرات الكبيرة التي يشهدها خلال هذه المرحلة الصعبة، تأتي جميع هذه الأحداث في ظل تهديدات بتخفيضات ملحوظة في ميزانية ناسا.

ويشار إلى أن مختبر الدفع النفاث قد شهد جولات سابقة من التسريحات في عهد إدارة ترامب، مما أدى إلى فقدان أكثر من 855 موظفًا لوظائفهم، وهذا يثير تساؤلات حول الاستدامة المستقبلية لمشروعات وأهداف ناسا في الفضاء، في ظل المنافسة المتزايدة من قبل وكالات أخرى وخاصًة من القطاع الخاص.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.