قصة صداقة تجمع أحمد زكي وممدوح وافي: المرض والمصير المشترك
يتزامن اليوم مع ذكرى رحيل الفنان الكبير ممدوح وافي الذي وُلد في السابع عشر من أكتوبر حيث حقق تأثيرًا كبيرًا من خلال تنوع أدواره وخفة دمه الممزوجة بموهبة فريدة، بعيدًا عن التمثيل كانت له صداقة متينة مع أحد عمالقة الفن وهو أحمد زكي، هذه الصداقة التي تميزت بالتواصل العميق بينهما كانت مصدر إلهام لكثير من محبيهما، ورغم مرور السنوات تطورت هذه العلاقة بما يتجاوز حدود الحياة إلى ما بعد الموت أيضًا،
لم تنتهِ علاقة الثنائي بوفاتهما بل أعطت الموت طابعًا آخر على تلك الصداقة، فقد أوصى ممدوح وافي بأن يُدفن بجوار صديق عمره أحمد زكي ليكونا معًا في مرقدهما الأخير، هذا الأمر يعكس عمق المشاعر التي كانت تربطهما ويظهر مدى اعتزاز كل منهما بالآخر، وقد تحقق ما أراده وافي حيث وُفِّق في طلبه وبالفعل دُفنا جنبًا إلى جنب في مقبرة واحدة، مما ترك أثرًا عميقًا في نفوس محبيهما ومعجبيهما،
بدأ ممدوح وافي مسيرته الفنية عام 1979 من خلال مشاركته في مجموعة من المسرحيات المتميزة مثل “الهمجي” و”حمري جمري”، بينما بدأ رحلته السينمائية عام 1985 من خلال فيلم “الإنس والجن”، ومع مرور الوقت كانت له بطولة بارزة في أعمال رفقة أحمد زكي في أفلام شهيرة مثل “زوجة رجل مهم” و”الإمبرطور”، حيث تركت هذه الأعمال أثرًا كبيرًا في الأجيال السابقة، تُظهر قدرتهما على التواصل الفني بشكل استثنائي،
تجسدت التعاونات الفنية بين ممدوح وافي وأحمد زكي في العديد من الأعمال الهامة مثل “استاكوزا”، “ناصر 56″، و”أبو الدهب”، هذه الأعمال ليست فقط حجر أساس في مسيرتهما بل كانت أيضًا تعبيرًا عن التفاهم الفني بينهما، وعندما علم وافي بمرضه الحزين تأثر جدًا وكان كثير البكاء عليه وكان أحمد زكي إلى جانبه في المستشفى، حتى جاء يوم اكتشاف إصابته بنفس المرض، طلب أن يُدفن بجوار صديقه، وهو ما تحقق له،
استمر ممدوح وافي بتقديم الأعمال الدرامية بشغف، حيث حقق نجاحًا باهرًا من خلال مسلسلات مثل “رجل في زمن العولمة” و”عائلة الحاج متولي” و”حارة المحروسة”، وقد ترك بصمة قوية في مجاله، ووصفه الفنان محمد صبحي بأن وافي كان جزءًا ملهمًا من “يوميات ونيس” حيث أضفى على العمل أجواءً مرحة من خلال خفة ظله، هذا التفاعل القوي خلف الكواليس كان له تأثير كبير في نجاح العمل بأكمله،
تعليقات