استكشاف تأثير الإصدار الإباحى من ChatGPT على سلوك المستخدمين وتجاربهم.

استكشاف تأثير الإصدار الإباحى من ChatGPT على سلوك المستخدمين وتجاربهم.

تسبب إعلان الرئيس التنفيذي لشركة OpenAI سام ألتمان حول إطلاق محتوى إباحي عبر تطبيق ChatGPT في ديسمبر المقبل بطرحه تساؤلات متعددة حول الأخلاقيات المتعلقة بأدوات الذكاء الاصطناعي، حيث يسعى هذا المحتوى الجديد لجذب ملحوظ لمستخدمي التطبيق الذين يتجاوز عددهم ملايين يوميًا، مما يفتح بابًا للولوج إلى محتوى يمكن تصنيفه على أنه فاضح بشكل مقنن، وهذا يثير مخاوف كبيرة في المجتمع حول التداعيات الأخلاقية المحتملة لمثل هذه الخطوة.

وأكد ألتمان أن هذا المحتوى سيمكن المستخدمين البالغين من الاستفادة بشكل أكبر من وظائف روبوت الدردشة، حيث سيتيح للروبوت الذكي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي امتلاك شخصية خاصة، كما سيُسمح للمستخدمين البالغين الذين تم التحقق من هويتهم بعرض هذا المحتوى، وهذا يأتي ضمن ما تسميه الشركة فلسفة “معاملة المستخدمين البالغين كبالغين”، مما يثير قلقاً حول التأثيرات المحتملة على المجتمع.

يُرجع الخبراء هذا التوجه الجريء إلى رغبة OpenAI في تحقيق أرباح جديدة وزيادة قيمتها السوقية، حيث بدأت شركات التكنولوجيا الذكية تسعى لتحقيق أرباح قوية، في الوقت الذي شهدت فيه إيرادات OpenAI نموًا ملحوظًا لكنها لم تحقق الأرباح بعد، ويرى الخبراء أن الشركات الكبرى في هذا المجال تواجه مطالبات متزايدة بضرورة مناقشة محتوياتها لتعزيز قدرتها التنافسية في السوق.

وصرح روب لالكا، أستاذ إدارة الأعمال، بأن هذا التحول نحو تقديم محتويات أكثر جرأة يتعلق بالمنافسة الشديدة في السوق، حيث دعت الشركات لطرح محتويات جديدة من أجل تعزيز قدرتها على البقاء في مواجهة المنافسين مثل Gemini، مما يبرز الحاجة إلى تكيف الشركات مع مشهد يزداد تطورًا وتنافسية.

تروج OpenAI لفلسفة “عامل البالغين كبالغين” بينما تسعى للحفاظ على أمان المراهقين والعائلات، حيث تعتزم إطلاق أدوات رقابة صارمة لحماية المراهقين، إلا أن هذا يتعارض مع الإطار العام الذي تقدمه، ما يثير تساؤلات حول قدرة الشركة على تحقيق التوازن بين الحاجة للابتكار والالتزام بالمسؤولية الاجتماعية.

سيتمكن المستخدمون من توليد محتوى إباحي بتنوعات متعددة مثل الصور والفيديوهات عبر تقنيات محركات التزييف العميق، وهذا يجعل غياب أنظمة التحقق الجادة واضحًا، ما يعكس تحول الشركة نحو تحقيق هيكل اقتصادي بمزيد من الأولوية للنمو، وهذا يشكل خطرًا على الاستخدام الأخلاقي للذكاء الاصطناعي في المستقبل.

أظهر تقرير صادر عن مركز الديمقراطية والتكنولوجيا أن الكثير من الطلاب قد قاموا ببناء علاقات رومانسية مع نماذج ذكاء اصطناعي، مما يدعو للتفكر بعمق في التداعيات الاجتماعية والنفسية التي قد تنجم عن هذه التطورات، حيث نشهد تحولًا خطيرًا بالتزام ملايين المستخدمين المتزايد بهذه النماذج الذكية ويشكل ذلك تحديًا كبيرًا أمام OpenAI في إدارتها لهذا التحديث.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.