بعد جريمة الإسماعيلية: تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على سلوكيات الجيل الجديد

بعد جريمة الإسماعيلية: تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على سلوكيات الجيل الجديد

أثارت جريمة قتل تلميذ في الإسماعيلية القلق حول تأثير ألعاب الفيديو العنيفة على سلوك الشباب وقد أظهرت التحقيقات أن الجاني الذي لم يتجاوز الثالثة عشرة من عمره استلهم جريمته من لعبة فيديو مشهورة وشاهد مقاطع عنيفة في أفلام مما يعني أن العنف في الإعلام يمكن أن ينعكس بالفعل على تصرفات الأطفال والمراهقين وأصبح السؤال المطروح هو هل تساهم هذه الألعاب في تشكيل جيل ينتهج العنف ويجسد سلوكيات عدوانية بصورة متزايدة.

دراسة أجريت في مركز ميشيغان للوقاية من العنف أظهرت وجود علاقة وثيقة بين ألعاب الفيديو العنيفة وزيادة السلوك العدواني لدى الأطفال والمراهقين وقد أكدت الدراسة أن الأطفال الذين يتعرضون لمحتوى عنيف يكونون أكثر ميلًا لتبني سلوكيات عدوانية أثناء مراحل نموهم المبكرة مما يعكس مدى تأثير هذه الألعاب على تنشئتهم الاجتماعية وقد أرجعت النتائج ذلك إلى الفهم العميق للفروق بين مختلف أنواع العنف في الإعلام.

تركز الدراسة على مقارنة آثار العنف التفاعلي الناتج عن ألعاب الفيديو مع العنف السلبي المبثوث عبر التلفزيون والأفلام وقد تم توزيع مجموعة من الأطفال والطلاب بشكل عشوائي بين ألعاب الفيديو العنيفة وغير العنيفة وأظهرت النتائج وجود ارتباط مباشر بين التعرض العادي للوسائل الإعلام العنيفة وزيادة السلوك العدواني لدى المشاركين مما يشير إلى ضرورة مراقبة المحتوى الذي يتعرض له الشباب.

كما أظهرت النتائج أن الأطفال الذين انخرطوا في ألعاب فيديو عنيفة منذ بداية العام الدراسي بدأوا ينظرون للعالم من منظور أكثر عدوانية حيث أدت هذه التجارب إلى سلوكيات عدائية لفظية وجسدية وكل هذا يمكن أن يعكس تأثير الألعاب العنيفة على نظرة الأطفال للعالم وتفاعلهم مع الآخرين مما يثير تساؤلات حول ضرورة تنظيم هذه الأنشطة.

الارتباط بين التعرض للعنف في الإعلام والسلوك العدواني محوري بحسب نتائج الدراسة حيث ربط الباحثون هذه الألعاب حوادث العنف مثل إطلاق النار في المدارس وزيادة التنمر والعنف ضد النساء مما يشير إلى تأثيرات أوسع من مجرد ألعاب ترفيهية إنما تكشف عن قضايا مجتمعية تحتاج إلى معالجة جذرية تشمل الأهل والمدارس وكذلك صناع الألعاب.

يرى الباحثون أن هذه الألعاب تقلل من حساسية اللاعبين تجاه العنف وتجعلهم يجدون في محاكاة العنف وسيلة مقبولة لحل النزاعات مما يستدعي استجابة فعالة من المسؤولين والمربين لمنع انتشار هذه الألعاب وما يرتبط بها من آثار سلبية فوسط القلق المتزايد حول الجرائم المرتبطة بألعاب الفيديو تظهر أمثلة سابقة مثل جريمة قتل متعلقة بلعبة فورتنايت في سياق يتطلب أكثر من مجرد مناقشة بل خطوات فعلية نحو تغيير الثقافة السائدة في التعامل مع هذه الألعاب.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.