تيمور تيمور: أثره الفني مستمر من بورسعيد إلى الجونة بعد رحيله
شهدت العديد من المهرجانات والفعاليات الفنية تكريم مدير التصوير الراحل تيمور تيمور بعد وفاته المفاجئة غرقاً في أغسطس الماضي، حيث كانت البداية مع مهرجان بورسعيد السينمائي الذي أقيمت فيه جائزة خاصة تحمل اسمه لأفضل مصور، وقد ظهرت عائلته وأصدقاؤه خلال ختام الدورة الأولى في مشهد مؤثر يجسد الحزن والذكريات الجميلة، حيث أكد الحضور على أهمية دوره في المجال الفني وإرثه الذي سيظل خالداً في ذاكرة الجميع، رحل تيمور لكن ذكراه ستبقى حاضرة.
كما شهد حفل افتتاح النسخة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي الدولي احتفاءً خاصاً بذكرى تيمور تيمور، حيث عرضت صورته خلال فقرة خاصة بالراحلين، وقد ارتفع تفاعل الحضور في تلك اللحظة بشعور من التأثر والحزن، لذا جاء هذا الحفل ليعبر عن المكانة الكبيرة التي يحتلها تيمور في قلوب الناس، فقد كان فناناً مبدعاً ترك بصمته الواضحة في عالم السينما والتصوير، سيظل اسمه ملازماً للفعاليات الفنية.
تعد مسيرة تيمور تيمور مليئة بالإنجازات، حيث تخرج من معهد السينما وبدأ رحلته الإبداعية بتنفيذ مشاريع مستقلة تعكس موهبته، وقد عمل مديراً للتصوير في أعمال فنية عديدة نالت إعجاب النقاد والجمهور على حد سواء، أبرزها مسلسل “جودر” الذي أعدّ من أعظم نجاحاته، إذ قام بدور رئيسي في جذب المشاهدين وترك أثراً عميقاً في نفوسهم، يظهر جلياً تأثيره الإيجابي في عالم الفن، فهو فنان متكامل.
تمكن تيمور أيضاً من المشاركة في الكثير من الأعمال المميزة، مثل مسلسلي “رسالة الإمام” و”جراند أوتيل”، بالإضافة إلى أفلام “رمسيس باريس” و”الديزل”، وأبدع كمصور في عدة أفلام مهمة، مثل “إبراهيم الأبيض” و”على جثتي”، وهي أعمال شكلت محوراً هاماً في مشواره، وقد أظهر من خلال هذه الأعمال بنية قوية لتطوير الحركة الفنية في بلده، فبين التمثيل والتصوير نجح في إظهار فنه وقدرته على التأثير.
إلى جانب موهبته كمصور، برز تيمور تيمور أيضاً كممثل بارع، حيث أدى دوراً مميزاً في مسلسل “الجامعة” وفيلم “الحاسة السابعة” وفيلم “بعد الموقعة”، وهي أعمال تسلط الضوء على تعدد مواهبه ورؤيته الفنية، فلقد كان قادراً على التألق أمام الكاميرا كما خلفها، مما أعطى انطباعاً عن الفنان الشامل الذي يعرف كيفية جذب الجمهور وإلهامه.
أحد أصدقائه كشف عن الحظات الأخيرة في حياة تيمور تيمور، حيث كان يقضي إجازته الصيفية في أحد المنتجعات السياحية في رأس الحكمة، وتعامل مع حادثة غرق نجله بحماس، إذ نجح في إنقاذه لكن القدر لم يمنحه فرصة النجاة، فقد غرقت روحه وسط المياه، وهو حدث مؤلم يستدعي مشاعر الحزن والحنين لمن فقدوا أحد أبرز نجوم الفن، ليبقى تأثيره خالداً في حياتهم وحياة الكثير من الجمهور.
تعليقات