من أضواء المسرح إلى السينما: رحلة نيازى مصطفى الفنية وأسرارها

من أضواء المسرح إلى السينما: رحلة نيازى مصطفى الفنية وأسرارها

يتزامن اليوم الـ 19 من شهر أكتوبر مع ذكرى رحيل المخرج الكبير نيازى مصطفى الذي يُعتبر من أبرز المخرجين في سماء السينما المصرية وقد ترك بصمة واضحة في العديد من الأعمال المهمة التي بدأت بالتعاون مع الفنان الراحل نجيب الريحاني ثم توالت الأعمال المميزة واحدة تلو الأخرى، نيازى مصطفى كان له رؤية مختلفة جعلت أعماله تتميز عن غيرها بما في ذلك فيلمه الشهير “سر طاقية الإخفاء” وساهمت هذه الرؤية في إحداث تحول كبير في السينما المصرية.

درس نيازى مصطفى في ألمانيا والتحق بمعهد الفيلم الألماني ليكتسب خبرات جديدة ثم عاد إلى مصر ليعمل كمنتج في ستوديو مصر حيث بدأ مشواره السينمائي كمساعد مخرج، تعرف في تلك الفترة على المخرجين الكبار وعمل معهم، ثم تولى مهمة الإخراج بعد فترة قصيرة، وتمكن من إنتاج أفلام تتسم بالإبداع والتجديد بما يعكس تفرده في عالم الإخراج المصري.

أول فيلم تولى إخراجه عام 1937 كان “سلامة في خير” الذي قامت ببطولته نجيب الريحاني وقد كان له تأثير كبير على حياته المهنية، حيث عمل حينها أيضًا على تصوير ومونتاج هذا العمل كما ساهم في كتابة السيناريو الذي لاقى قبولًا واسعًا من جمهور السينما، كان ذلك بداية انطلاقه نحو عالم السينما الواسع.

استمر نيازى مصطفى في تقديم عدد كبير من الأفلام التي تُعتبر من الكلاسيكيات بمصر حيث شارك في كتابة بعض منها واهتم بتصميم المؤثرات البصرية التي تميزت بها أفلامه، ومن أبرز أفلامه “رصيف نمرة 5″ و”أبو حديد” و”عنتر بن شداد” حيث أثبت ثقافته الواسعة وإبداعه في أعماله عبر تعامله مع الخدع السينمائية ومؤثراتها.

تزوج نيازى مصطفى من الفنانة كوكا التي عُرفت بأدوارها النسائية البدوية وكانت مساعدته في قسم المونتاج ثم تزوج من الراقصة نعمت مختار، ومع ذلك لم يكتب لهما الإنجاب، عاد بعد ذلك إلى زوجته الأولى بعد معرفته بأنها تعاني من مرض السرطان ليقف بجوارها في فترات مرضها وحتى لحظاتها الأخيرة، كانت قصة حب جميلة مؤثرة بينهما تجسد قيم الحب والوفاء.

ختام حياة نيازى مصطفى كان مأساويًا وغامضًا حيث وافته المنية في 19 أكتوبر عام 1986، اكتُشفت جثته في غرفة نومه وهو مكبل اليدين وغارق في دمائه قبل إتمام فيلمه الأخير “القرداتي” حيث تركت وفاته العديد من علامات الاستفهام حول ملابساتها، فقد كانت النهاية محزنة لمخرج ترك بصمة كبيرة في تاريخ السينما المصرية.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.