باستخدام الذكاء الاصطناعي: جهود باحث صيني للحد من التمييز وتعزيز خدمات المجتمع
بينما يواصل مجال الذكاء الاصطناعي في الصين التطور السريع ويؤثر على الاقتصاد والصناعة بشكل كبير، يسعى عدد متزايد من العلماء إلى استخدام هذه التقنية في مجال الخدمة المجتمعية، من بين هؤلاء، سو جيونجلونج، نائب عميد كلية الذكاء الاصطناعي والحوسبة المتقدمة في جامعة شيان جياوجونج-ليفربول، حيث يركز أبحاثه على تقليل التمييز الاجتماعي وتقديم دعم عاطفي فعال، بجانب تسريع عمليات التشخيص الطبي بشكل أكثر دقة وفاعلية.
يعمل سو مع مجموعة من طلابه على تأسيس شركة ناشئة تُعرف باسم Limitless Mind، والتي طوّرت منصة مبتكرة تعتمد على الذكاء الاصطناعي لترجمة النصوص المكتوبة ولغة الإشارة، ويتمثل هدف هذه المنصة في تسهيل التواصل بين الأفراد ذوي الإعاقات السمعية والمجتمع المحيط بهم، يعتمد هذا المشروع على نموذج ذكاء اصطناعي خفيف يمكن استخدامه عبر الأجهزة المحمولة أو دمجه في نظارات ذكية تُظهر النصوص والصور الرمزية بلغة الإشارة لتفعيل دمج الأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم والمجالات المهنية والصحية.
يستمر سو وطلابه في تطوير أنظمة تقنية جديدة، مثل تقنيات ترجمة حركات الشفاه إلى نصوص واعتماد واجهات الدماغ والحاسوب لتحويل الموجات الدماغية إلى نصوص مكتوبة، وتعتبر هذه المشاريع بمثابة خطوات هامة نحو مستقبل يُمكن فيه استخدام هذه التقنيات للتحكم في المركبات ذاتية القيادة وتعزيز استقلالية الأفراد ذوي الإعاقة، يأتي ذلك في سياق التوقعات بارتفاع عدد المصابين بفقدان السمع في الصين إلى أكثر من 240 مليون شخص بحلول عام 2060.
يرى سو أن وجود كمية هائلة من البيانات الضخمة عالية الجودة في الصين، خصوصاً تلك المتاحة من المستشفيات، يفتح آفاقاً غير مسبوقة لتطوير أدوات الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية والعاطفية، فريقه يتعاون مع شركة Mind with Heart Robotics في شنتشن، والتي تعمل على تصميم روبوتات يمكن أن تكون البشرية أو حيوانات أليفة إلكترونية، تقدم الدعم النفسي للأطفال المصابين بالتوحد من خلال تحليل تعابير الوجه واستشعار المشاعر، كما تشمل أبحاثه تطوير أنظمة قادرة على تحليل الصور الطبية لاكتشاف العلامات المبكرة للأمراض بدقة متناهية.
تعليقات