ضرورة تسليط الضوء على تجربة مصر في استضافة اللاجئين ومساعدتهم

ضرورة تسليط الضوء على تجربة مصر في استضافة اللاجئين ومساعدتهم

قالت كيت بلانشيت خلال الجلسة الحوارية في مهرجان الجونة السينمائي إن ما تقوم به مصر تجاه اللاجئين مهم جدًا حيث استقبلت اللاجئين من دول مثل السودان وسوريا وتعتبر هذه المبادرة نموذجًا يُستحسن تعميمه نظرًا لأنها تساعد في إدماجهم في المجتمع المصري وتعزيز روح التآلف والتفاعل بين الثقافات المختلفة، وهذا النوع من التجارب يجب أن يحظى بالاهتمام ويُنقل إلى فئات أكبر من المجتمع الدولي.

أشارت بلانشيت إلى أن هناك أجيالًا كاملة عانت من أزمات النزوح ولها تجارب مؤلمة فالسينما ليست فقط منصة لتعكس تجارب اللاجئين بل يجب أن تناول أيضًا قضايا النساء والطفولة لما تُمثله من أهمية بالغة في تشكيل الرواية الإنسانية المتكاملة ، بل ينبغي أن نسعى جاهدين لالتقاط هذه القصص ونشرها لتوعية العالم بمسؤولياته وتحدياته تجاه هذه الشريحة المجتمعية الضعيفة .

تابعت بلانشيت بالقول إن السينما تتجاوز كونها مجرد ترفيه فهي وسيلة لتجسيد الإنسانية وتعزيز الروابط بين الناس في هذه الأوقات العصيبة التي تواجه فيها المجتمعات الإنسانية تحديات متفاقمة، لذا فمن المهم تسليط الضوء على القضايا الإنسانية المرتبطة باللاجئين والقصص التي تروي تجاربهم وأحلامهم وطموحاتهم وذلك يعمل على تحفيز التعاطف وفتح آفاق جديدة للفهم والمساعدة .

أكدت كيت بلانشيت على ضرورة أن نتعامل مع اللاجئين على أنهم بشر لهم حقوق وكرامة فنحن بحاجة إلى تعزيز التعاون والتفاهم في عالم مليء بعدم اليقين، ويجب أن يتم تعزيز روح الأمل في قلوب هؤلاء النازحين الذين يحملون قصصًا ملهمة تعكس روح الفكاهة والتكيف رغم كل الصعاب، ومن هنا تم إنشاء صندوق لدعم النازحين واللاجئين لتلبية احتياجاتهم الإنسانية.

كرم مهرجان الجونة السينمائي كيت بلانشيت ومنحها جائزة بطلة الإنسانية خلال دورة المهرجان الثامنة حيث كانت ضيفة شرف خاصة، وهذا التكريم يرمز إلى تقدير الجهود الكبيرة التي بذلتها في مجال العمل الإنساني، فرغم إنجازاتها الفنية إلا أن ما يجعلها رائدة هو تأثيرها الإيجابي على حياة الآخرين وإسهامها في قضايا ملحة تحتاج إلى صوت مسموع.

تُعد كيت بلانشيت ممثلة بارزة حصلت على جائزتين أوسكار ولها حضور مميز في العالمين الفني والإنساني، حيث تمتد مسيرتها الفنية لتشمل مجموعة متنوعة من الأدوار المتميزة في أفلام شهيرة مثل “إليزابيث” و”كارول”، وقد برعت أيضًا في المسرح بفضل تميّزها وموهبتها الفائقة في تجسيد الشخصيات المعقدة مما ساهم في تعزيز مسيرتها المهنية التي أكسبتها قاعدة جماهيرية واسعة.

لم يقتصر تأثير بلانشيت على الفن فقط بل شمل أيضًا النشاطات الإنسانية المختلفة، فمنذ عام 2016 أصبحت سفيرة النوايا الحسنة للمفوضية السامية لشؤون اللاجئين وتعمل على رفع الوعي حول قضايا اللاجئين حيث زارت العديد من المخيمات المستضيفة لتأمل والتفاعل مع المجتمعات مما جعل صوتها بارزًا وملتزمًا في مناصرة قضايا النازحين في أنحاء العالم، وقد حظيت بالتقدير في مناسبات عدة تقديرًا لما قدمته من خدمات لمعاناة الإنسانية.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.