عبد الرحيم كمال: كيف تعزز الرقابة الإبداع دون تقييده

أكد الكاتب عبد الرحيم كمال رئيس الرقابة على المصنفات الفنية أن دور الرقابة في مصر يتجاوز المنع والموافقة حيث يمتد ليكون عنصرًا فعّالًا في دعم الإبداع وتنوع الموضوعات الفنية وأشار إلى أن الرقابة تعرضت للظلم تاريخيًا في نظرة البعض إليها رغم كونها جزءًا أصيلًا من منظومة الصناعة الفنية، هذا التوجه يعكس رغبة الجهات المسؤولة في تطوير وتحسين الأداء الرقابي بما يخدم الفن والإبداع مع الحفاظ على القيم.

وقال كمال خلال مشاركته في ندوة “صناعة السينما” بمهرجان الجونة السينمائي بدورته الثامنة إن الرقابة تتعامل مع ثلاثية مترابطة تمثل الصناعة والتجارة والفن وبالتالي فهي مطالب بتطبيق القوانين واللوائح المنظمة بروح من الفهم والمرونة في التفسير اعتمادًا على وعي وخبرة القائمين عليها، هذا الأمر يفتح آفاق جديدة للتفكير في كيفية تحسين العلاقة بين الرقابة والمبدعين في مختلف المجالات.

وأضاف أن اختياره لرئاسة جهاز الرقابة يعد إشارة لرغبة الدولة في تجديد الفكر داخل المؤسسة عبر الاعتماد على شخصية من داخل الوسط الفني موضحًا أن هذا المنصب شرف ومسؤولية ضخمة حيث تطلع الرقابة يوميًا على أجمل ما تنتجه العقول المصرية من إبداع في السينما والمسرح والتليفزيون مما يزيد من شعور المسؤولية للأمانة الملقاة على عاتقه.

وأشار عبد الرحيم كمال إلى أن الكم الكبير من السيناريوهات والنصوص المقدمة للرقابة يعكس قوة وعظمة الدولة المصرية التي لا تزال تنتج آلاف النصوص سنويًا رغم التحديات مؤكدا أن ذلك يعد دليلاً على أن الصناعة بخير والفن المصري ما زال نابضًا بالحياة، هذا التوسع في الإنتاج الفني يعزز من مكانة مصر كمركز فني مهم في المنطقة والدليل هو الابتكارات التي تظهر في كل موسم.

وشدد على أن مهمته كرقيب ليست الوقوف ضد زملائه من المبدعين بل العمل إلى جانبهم من أجل تيسير مرور الأعمال ودعمها طالما أنها لا تمس الهوية أو الأمن القومي مؤكدًا أنه ليس رقيبًا بمعناه التقليدي بل يسعى ليكون عنصر دعم وفهم ومساندة للصناعة المصرية، هذه الرؤية تمثل خطوة إيجابية نحو بناء علاقة قوية بين الرقابة والمبدعين.

واستكمل عبد الرحيم كمال حديثه بالتأكيد على أن صناعة السينما جزء من الأمن القومي والهوية الوطنية موضحًا رؤيته بقوله إنه يؤمن بأن الجذور هي الجسور فكلما تعمّقت جذورنا في الأرض زادت جسورنا مع العالم لذلك نحن في الرقابة ندعم المرونة والانفتاح طالما نحافظ على جوهر الهوية المصرية والفن الأصيل، هذه الفلسفة تؤكد أهمية الفهم العميق لكيفية الحفاظ على التراث الفني مع مواكبة التطورات الحديثة.