التحولات الاقتصادية وتأثيرها على تكلفة الإنتاج السينمائي في عصر شاهيناز العقاد
أكدت المنتجة شاهيناز العقاد أن صناعة السينما قد شهدت تغييرات جذرية خلال السنوات الأخيرة، هذه التغييرات أثرت بشكل كبير على نظام الإنتاج، حيث أن الانفتاح الكبير في الأسواق العربية والدولية قد فتح آفاقًا جديدة للمبدعين، لكن في ذات الوقت زادت من حجم التحديات والتكاليف، مما يتطلب تفكيرًا عميقًا من قبل المنتجين في كيفية مواجهة هذه الظروف الجديدة، لأنها الآن تتطلب استثمارات ضخمة لتحقيق النجاح.
كما ذكرت العقاد خلال ندوة صناعة السينما ضمن مهرجان الجونة السينمائي، أن تكلفة الإنتاج السينمائي ارتفعت بمعدل أربعة أضعاف مقارنة بالسنوات السابقة، وهو ما أدرجه ضمن المخاطر الكبيرة التي تواجه الصناعة، حيث أصبح تنفيذ أي فيلم بمستوى فني وتجاري جيد يمثل تحديًا حقيقيًا، مما يجعل من الصعوبة بمكان إنتاج أكثر من فيلم في العام الواحد، وكما أوضحت، فإن إنجاز فيلم واحد يصبح بمثابة نجاح ملحوظ.
وأشارت العقاد إلى أن حوالي 70% من الأعمال السينمائية تواجه صعوبات في تحقيق إيرادات كافية لتغطية نفقاتها، وهو ما يسلط الضوء على الحاجة الملحة لتكاتف جميع العاملين في الصناعة، من منتجين وموزعين ومؤسسات، لمراجعة التحديات والتفكير في تطوير آليات الإنتاج والتوزيع، لأن السينما المصرية تمثل قوة ناعمة يجب الحفاظ عليها والاعتناء بها.
وأضافت أن الانفتاح على السوق السعودي قد ساهم بشكل كبير في زيادة إيرادات الأفلام المصرية والعربية، وساهم أيضًا في خلق فرص جديدة للتعاون والتمويل، لكنها أكدت أن هذا الانفتاح يأتي مع ضرورة التكيف مع احتياجات وتوجهات جمهور المنطقة، مما يؤدي إلى تنويع الموضوعات والأفلام المطروحة للاستجابة لهذه التغيرات.
بينما أكدت العقاد أن ارتفاع التكاليف الإنتاجية يستدعي من المنتجين التفكير بطريقة تجارية أكثر من أي وقت مضى، حيث أن كل عنصر في الفيلم يجب أن يساهم في تحقيق عائد يضمن استرجاع رأس المال العامل، وهذا هو النهج الطبيعي في أي قطاع صناعي يسعى للبقاء والتطور بناءً على متطلبات السوق.
على الرغم من وجود هذه الصعوبات، فإن العقاد تعبر عن تفاؤلها بمستقبل السينما المصرية، حيث تظل الموهبة والقدرة على الابتكار متجذرة في السوق المحلي، مشيرة إلى قدرة السينما المصرية على المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي، كما أضافت أن الأفلام ذات الميزانيات المحدودة يمكن أن تحقق جودة تتساوى مع الإنتاجات الضخمة عالميًا.
في الختام، دعت العقاد جميع الأطراف في الصناعة مثل المنتجين والموزعين ووسائل العرض إلى التعاون والعمل معًا من أجل تطوير حلول عملية، هذه الحلول تهدف إلى ضبط منظومة التكاليف وضمان استمرارية الإنتاج، لأن السينما المصرية تستحق المحافظة على تاريخها وريادتها، وهذا يتطلب اتخاذ خطوات فعالة ومبتكرة للحفاظ على مكانتها في العالم.
تعليقات