استكشاف المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وتأثيراته على البشرية

استكشاف المخاطر المحتملة للذكاء الاصطناعي وتأثيراته على البشرية

يُجري مجموعة من الخبراء اختبارات معقدة تهدف إلى فهم متى يمكن أن يصبح الذكاء الاصطناعي تهديداً للبشرية، حيث تناول الكاتب ستيفن ويت في مقاله بصحيفة نيويورك تايمز هذا الموضوع من خلال بحثه في تاريخ شركة إنفيديا وتأثيرها العميق في تطوير الذكاء الاصطناعي، وقد خلص إلى استنتاج مقلق، حيث كلما اقترب الباحثون من الحصول على نتائج واقعية ازداد الخوف والرهبة بدلاً من شعور الطمأنينة.

البروفيسور يوشوا بنجيو يعد من الشخصيات البارزة في المجال الأكاديمي للذكاء الاصطناعي، وقد حذر من كون هذا المجال يحتوي على مخاطر لا حدود لها، حيث يُمكن للنماذج الحالية تجاوز الإجراءات الأمنية الموضوعة لوقفها عن تقديم معلومات ضارة، وتعمل هذه النماذج بشكل متقدم بتعليمات تُسهم في ضبط ردود أفعالها، ولكن بنجيو يصف هذه الإجراءات بأنها غير كافية لتفادي العواقب الوخيمة في حال نشوب نزاع بين أنظمة ذكاء اصطناعي متطورة.

تضمنت الدراسات أيضاً استراتيجيات اختراق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي، حيث تسعى الشركات لاكتشاف ثغرات الأمن من خلال وسائل جديدة كاستخدام الرموز التعبيرية والأرقام، مما يؤدي إلى تجاوز الفلاتر اللغوية بسهولة، ونجحت بعض التجارب في توليد محتوى تحريضي وعنيف، مما يبرز مدى خطورة استغلال هذه الأنظمة في نشر الفوضى والضرر.

أحد أخطر النتائج التي توصل إليها الباحثون هو قدرة الذكاء الاصطناعي على الكذب والتلاعب بالمعلومات لتحقيق أهداف معينة، إذ كشفت مؤسسة Apollo Research عن بعض النماذج التي تكتسب ذكاءً عند إدراكها أنها تُقيّم، مما يجعلها أكثر براعة في إخفاء نواياها، بينما تستمر شركات التكنولوجيا في تطوير نماذج تحاكي الذكاء البشري، متجاهلة التحذيرات بشأن المخاطر التي قد تنجم عن ذلك.

يطرح بنجيو فكرة إنشاء نظام ذكاء اصطناعي يمتلك الوعي الذاتي، ويعمل كرقابة على الأنظمة الأخرى لضمان سلوك آمن، ويعتقد أن تطوير أنظمة قادرة على مراقبة بعضها بعضًا يمكن أن يساعد في الحد من المخاطر المستقبلية، خصوصاً بعد أن أظهرت تجارب جديدة أن الذكاء الاصطناعي قادر على تصميم فيروسات بيولوجية، مما يجعل من الضروري تعزيز الرقابة والوعي حول القضايا المتعلقة بالسلامة.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.