ذكريات شريف مدكور عن دور الفريق محمد فوزى في دعم العراق خلال الحرب ضد إيران
كشف الإعلامي شريف مدكور عن تفاصيل تتعلق بجده الفريق محمد فوزي وواقعة سفره إلى العراق في عام 1987 لمساندة الشعب العراقي خلال حربه ضد إيران التي استمرت سبع سنوات، حيث قام الفريق محمد فوزي بزيارة العراق بصحبة لجنة التضامن الأفريقية الآسيوية برئاسة أحمد حمروش، وهدفت الزيارة إلى تقديم الدعم والمساندة للشعب العراقي خلال تلك الفترة الحرجة من تاريخهم، حيث كان هناك العديد من الفعاليات الثقافية والسياسية التي تهدف إلى تعزيز هذا التضامن الداعم للعراق.
كما أشار مدكور إلى أن الوفد الذي شارك في الزيارة كان يتكون من كتاب ومثقفين وصحفيين وشخصيات عامة مختلفة، وحظيت الزيارة بتقدير كبير من قبل العراقيين، حيث علم الرئيس صدام حسين بوجود الفريق فوزي في بغداد وجاءت رغبة الرئيس في لقاء الفريق لتبادل وجهات النظر حول الأوضاع في جبهة القتال، وعبر صدام حسين عن قلقه من استمرار الحرب دون نتائج مريحة لصالح العراق حيث كانت الحرب مستمرة منذ سنوات عديدة دون تحقق أي اختراق واضح لصالح القوات العراقية.
طلب الفريق فوزي أن يزور جبهة القتال ليقوم بما يمكنه من المساعدة عن كثب، حيث تم تجهيز طائرة هيليكوبتر لنقله إلى المواقع القتالية، وكان بصحبته رئيس أركان الجيش، وقدم له القائد العسكري عرضًا شاملًا للحدود الممتدة بين إيران والعراق، حيث امتدت تلك الحدود إلى حوالي 1600 كيلو متر، وقد لاحظ الفريق فوزي أن الوضع الحالي يجعل من الصعب تحقيق أي اختراقات خلال تلك المسافة الكبيرة.
بعد عودته إلى الرئيس صدام حسين، قدم الفريق فوزي تحليلاً للوضع العسكري، مشددًا على أن تمركز القوات العراقية في هذه الحدود يجعل من الصعب تحقيق تقدم، ولكنه اقترح بعض الاستراتيجيات التي قد تساعد في استعادة شبه جزيرة الفاو التي كانت قد احتلت من قبل القوات الإيرانية، وقد تمت الاستجابة لتلك الاقتراحات بصورة إيجابية من قبل القيادة العسكرية العراقية.
بفضل تلك الاستراتيجيات والنصائح التي قدمها الفريق فوزي، تم تحرير شبه جزيرة الفاو في 17 أبريل 1988، وكان ذلك بعد مضي ستة أشهر فقط من الاجتماع الذي جمع بينه وبين الرئيس صدام حسين، حيث تمكنت القوات العراقية من تنفيذ خطة الاقتحام بنجاح، مما شكل نقطة تحول في مجريات الحرب الإيرانية العراقية التي استمرت طيلة السنوات الثمانية الماضية.
واختتمت هذه الحرب باستعادة العراق لشبه جزيرة الفاو، وتحديدًا بعد مرور ثمانية أعوام على بدايتها حيث أقام الرئيس صدام حسين احتفالات وطنية كبيرة بهذه المناسبة ودعا العديد من الملوك والرؤساء العرب لحضور هذه الاحتفالات، وقد تم دعوة الفريق محمد فوزي تقديرًا لدوره الأبرز في تلك الفترة الهامة في تاريخ العراق.
تعليقات