محمد فوزي: رائد الأغنية العربية ورمزية النهوض الفني
يُعتبر الفنان محمد فوزي من أبرز الموسيقيين في القرن العشرين وأسهم بشكل كبير في تاريخ الموسيقى العربية، حيث يُعد رائدًا في الكثير من التجديدات الفنية، فهو الذي أطلق شركة مصر فون للأسطوانات عام 1958 والتي كانت لها دور محوري في تعزيز الأغنية العربية، كما أنه أوّل من قدم أغاني مخصصة للأطفال مثل “ماما زمانها جاية” و”ذهب الليل” و”هاتوا الفوانيس يا ولاد” مما أضاف لمسة جديدة لمجال الموسيقى العربية الموجهة للطفل، وبهذا الشكل أسهم في توسيع دائرتها.
ركز محمد فوزي على الابتكار حيث قدم لحنًا بلا آلات موسيقية، معتمدًا فقط على الأصوات البشرية، ويُعرف هذا الأسلوب بفن أكابيلا، حيث مثلت أغنية “كلمني وطمني” تعبيرًا حيويًا عن هذا الفن، وهو ما يُظهر قدراته الفائقة على التصميم الصوتي واستخدام الأصوات بشكل مميز، كما كتب ولحن العديد من الأعمال لكبار الفنانين مثل محمد عبد الوهاب وأم كلثوم، وقد كان له دور كبير في تحديث الأغنية الوطنية والإذاعية.
استمرت الإذاعة المصرية في إذاعة أعماله حتى بعد ثورة يوليو عام 1952، حيث كانت أغانيه الوطنية مثل “بلدي أحببتك يا بلدي” تبث باستمرار، ويُعتبر محمد فوزي أحد نجوم الأغنية والموسيقى الذين تركوا أثرًا لا يُنسى في تاريخ الفن المصري والعربي، وقد رحل عن عالمنا في مثل هذا اليوم، حيث كانت له رحلة فنية وإنسانية مليئة بالعطاء والإبداع الذي لا يزال يعيش في وجدان الجمهور.
توفي محمد فوزي في 20 أكتوبر عام 1966 في مدينة برلين الألمانية بعد صراع مع مرض نادر لم يتمكن الأطباء من معرفة طريقة علاجه، ويُعتبر هو خامس شخص عالمي يصاب بهذا المرض، حيث انخفض وزنه إلى 36 كيلو، وأطلق عليه الدكتور الألماني اسم “مرض فوزي” تكريمًا له، ورغم رحيله إلا أن إبداعاته لا تزال تُذكر حتى اليوم لتبقى رمزًا من رموز الأغنية العربية.
تعليقات