شريف عرفة: عاطف سالم وتأثيره الفريد على السينما المصرية
تحدث المخرج شريف عرفة عن بداياته الفنية وتجاربه مع عدد من كبار المخرجين الذين أثروا في مسيرته وذلك خلال حواره ضمن فعاليات مهرجان الجونة السينمائي وتطرق إلى أثر هؤلاء المخرجين في تشكيل أسلوبه السينمائي حيث أشار إلى أنه وجد في كل منهم بصمة مختلفة كانت لها دور بارز في هندسة أعماله السينمائية وقد شكلت تلك التجارب انفتاحاً له على أساليب متعددة وعميقة في عالم الإخراج.
عرفة أعرب عن فخره بالعمل مع عمالقة السينما المصرية مثل حسن الإمام وعاطف سالم وصلاح أبو سيف وأسماء أخرى تميزت بإسهاماتها المبهرة حيث أكد أن لكل منهم روح خاصة تعلم منها الكثير وكان ذلك أكثر وضوحًا عندما كان في بداية مسيرته كمساعد مخرج حيث أثرت تلك التجارب في فكره وذائقته الفنية مما دفعه لاستكشاف مسارات جديدة في السينما.
أوضح شريف عرفة أن الإبداع في السينما يعكس إنسانية المخرج وإحساسه بالحياة حيث سلط الضوء على عاطف سالم الذي كان بارعًا في نقل روح البيوت المصرية ببساطة وصدق بينما حسن الإمام كان له أسلوب جذاب في إدارة الدراما التي تعكس حياة الناس وأحلامهم رغم الانتقادات التي واجهها في بداياته مما ساهم في تشكيل العديد من العناصر الأساسية في مختلف الأعمال.
وجه عرفة نصيحة للجيل الجديد من المخرجين بأن يسأل كل واحد نفسه عن هويته الفنية قبل الدخول في عالم صناعة الأفلام حيث بين الفارق الكبير بين الموهوب والمقلد حيث إن الموهوب يبتكر أفكارًا جديدة بينما المقلد يستلهم من الآخرين ومع ذلك فإن الصناعة تحتاج لكلا النوعين ليكتمل المشهد الفني.
شدد شريف عرفة على أن الابتكار في السينما يحتاج إلى خيال ملهم وقدرة على التنفيذ مشيرًا إلى أن التخيل وحده لا يكفي في هذا المجال حيث أكد أن الفارق بين الفنان العادي والمبدع الحقيقي يكمن في الإبداع وقدرته على ترجمة أفكاره على الشاشة بطريقة تتجاوز الحدود التقليدية.
شارك عرفة فكرة من خلال مثال فيلم أجنبي واستلهم مشهدًا ساخرًا بطريقة جديدة في فيلمه الإرهاب والكباب حيث استخدم فكرة مشابهة ولكن بأسلوب خاص يحمل لمسته الفنية بعيدًا عن التقليد وكانت تلك اللمسة تعكس رؤيته ومشاعره كفنان مبدع.
أوضح أن المثال السابق يسلط الضوء على الفرق الجوهري بين الموهوب والمقلد حيث إن الموهوب يخلق شيئًا جديدًا بروحه بينما يعتمد الآخر على تكرار الأفكار مما يوضح ما يجب على كل مخرج فهمه إذا أراد أن يكون له بصمة خاصة في عالم السينما.
تواجد نخبة من نجوم الفن في ندوة شريف عرفة بما في ذلك يسرا وحسين فهمي ومي سليم وكثيرين غيرهم مما يعكس أهمية الحدث الفني ومدى ثقله في الساحة السينمائية حيث يمثل المهرجان منصة فنية تلهم تلك المواهب الجديدة للتعبير عن أفكارهم وإبداعاتهم.
يعد مهرجان الجونة السينمائي تحت شعار “سينما من أجل الإنسانية” واحدًا من المنصات الرائدة في الشرق الأوسط حيث يركز على تعزيز الحوار الثقافي من خلال السينما وذلك عبر توفير مساحة للأفلام التي تحفز النقاش وتعزز الفهم المتبادل بين الثقافات المختلفة.
تشمل دورة هذا العام أكثر من 80 فيلمًا متنوعًا تتراوح بين الروائي والوثائقي والقصير حيث تم اختيار تلك الأفلام بناءً على قيمتها الفنية العالية وتقديم جوائز تتجاوز قيمتها الإجمالية 230,000 دولار بالإضافة إلى الجوائز التقديرية التي تعكس القضايا الإنسانية والبيئية بشكل يتماشى مع جوهر أهداف المهرجان.

تعليقات