يسرا تخطف الأنظار برسالة مميزة على بلوزتها في مهرجان الجونة السينمائي
حرصت الفنانة يسرا على توصيل رسالة مميزة للجمهور خلال ندوة احتفالية نظمها مهرجان الجونة السينمائي بمناسبة مرور 50 عاماً على مسيرتها الفنية، حيث ارتدت بلوزة مكتوب عليها “الحياة هي فن الرسم دون ممحاة” مما يعكس فلسفتها تجاه الحياة والعمل، في كلمتها استرجعت يسرا ذكرياتها عن البداية الصعبة التي واجهتها في مجال الفن حيث تأخر عرض أفلامها الأولى لأربع سنوات مما شكّل تحدياً حقيقياً لها واستدعى منها المزيد من الجهد والتضحية، وقد عبرت عن مخاوفها في تلك الفترة فقالت “مكنتش مصدقة” وبدأت تواجه الصعوبات بطريقة إيجابية.
تحدثت يسرا مجدداً عن تجربتها في بداية مشوارها عندما عرض أول فيلم لها بعد فترة من الانتظار الطويل، قائلةً إنها شعرت بخيبة الأمل والخوف من عدم قدرتها على الاستمرار بسبب الظروف المحيطة بها، لكنها لم تتلقَ الهزيمة بل ابتعت طريق التعلم والتطوير الذاتي، حيث انطلقت إلى المعهد الفني لتكتسب مهارات جديدة وتلمّ بتفاصيل الصناعة دون أن تكون خريجة، مما أبرز إرادتها القوية في مواجهة التحديات.
أوضحت يسرا أهمية التعلم من عوامل النجاح مشددة على أن الموهبة وحدها لا تكفي لتحقيق النجاحات، وأضافت أنه من الضروري امتلاك الذكاء والصبر والرؤية الواضحة في الاختيارات الفنية، حيث ذكرت تجربة مشهدها مع أحمد زكي في فيلم “معالي الوزير” والذي اعتبرته نقطة تحول في حياتها، مشيرةً إلى أنه كان له تأثير كبير على مسيرتها بصورة عامة ويفتح لها آفاق جديدة في عالم السينما.
تحدثت يسرا عن أهمية الاستمرار في التعلم وعدم التوقف عند مرحلة معينة، حيث استشهدت بكلمات السيدة فاتن حمامة حول كيفية تعلمها للغات من خلال الاستماع للراديو، كما أكدت أن التحدي الأكبر يكمن في الاستمرارية في القمة وليس في الوصول إليها فقط، موضحةً أن النجاح يتطلب محافظة دائمة على المجهود والاختيارات الدقيقة الملائمة.
تطرقت يسرا إلى كواليس فيلم “الإرهاب والكباب” وكشفت عما حدث حينما تلقت النسخة الأولى من السيناريو، حيث كانت تعود من فالنسيا عندما تم التواصل معها من قبل الكاتب وحيد حامد وطلب منها قراءة الدور، مشيرةً إلى أنها أخذت وقتًا للتفكير، لكن بعدها عادت لتبدي رغبتها في العمل معهم ولم تغفل تفاصيل توقيعها الذي يشير إلى بداية تعاون تاريخي.
ولقد شهدت ندوة الاحتفالية حضور عدد من نجوم الفن البارزين مثل إلهام شاهين وليلى علوي وهالة صدقي، حيث استُقبلت يسرا بتصفيق حار وخصوصاً من صديقتيها، مما عكس مدى المحبة والاحترام التي تحظى بهما في الوسط الفني وتبادلوا التهاني والتقدير لمشوارها الطويل، وشهدت الحفل أجواء مفعمة بالود والاعتراف بموهبتها وتميزها.
احتفلت إدارة المهرجان بمناسبة مرور 50 سنة على مسيرة يسرا وتركزت الأنظار حول حضور عدد كبير من الفنانين والنجوم، حيث شهد الحفل وجود أسماء بارزة مثل ماجد المصري ودرة ومايا دياب إلى جانب مسئولي المهرجان، مما يعكس المكانة الكبيرة التي تحتلها يسرا في قلوب الجميع وتقديرهم لجهودها ومساهماتها في صناعة السينما.
تعتبر يسرا واحدة من أبرز نجمات السينما المصرية التي أظهرت تأثيراً ملحوظاً على مدار تاريخها الفني، فهي ليست مجرد فنانة بل تمثل رمزاً للإبداع والعطاء في الأفلام، بدأت مسيرتها بعد إنهائها المرحلة الثانوية عام 1973، حينما اكتشف موهبتها مدير التصوير الشهير عبدالرحيم نصر، واستطاعت خلال فترة قصيرة أن تحرز إنجازات متتالية تُعَد علامة فارقة في قطاع السينما.
شاركت يسرا في أكثر من 80 فيلماً تنوعت فيها الأدوار بين الكوميديا والدراما والرومانسية والتي ساهمت في ترسيخ مكانتها كواحدة من الأسماء اللامعة، حيث استمر صعودها في عالم الفن حتى حققت شهرة كبيرة في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات، وهذا ما جعلها أيقونة من أيقونات السينما المصرية وتمتلك قاعدة جماهيرية واسعة تتابع أحدث أعمالها بكل شغف.
تعليقات