نظارات ذكية تمنح المكفوفين القدرة على القراءة: دليلك الشامل للتكنولوجيا الحديثة
ساعدت النظارات الذكية مجموعة من الأشخاص الذين فقدوا جزءًا من بصرهم على استعادة القدرة على الرؤية مجددًا حيث أعادت هذه التكنولوجيا الحديثة الأمل للمرضى الذين يعانون من التنكس البقعي المرتبط بالعمر وأتاحت لهم العودة للقراءة وحل الكلمات المتقاطعة بسهولة بفضل التقنيات المتطورة التي زودت بها هذه النظارات والتي تمثل خطوة متقدمة في عالم العلاج البصري، الأمر الذي يعكس مدى تطور التقنيات الطبية ودورها الفعال في تحسين جودة حياة الأفراد الذين لهم احتياجات خاصة
وفقًا لموقع “theverge”، نشرت الدراسة في مجلة نيو إنجلاند الطبية حيث أفاد الباحثون أن المرضى الذين يعانون من ضعف البصر استطاعوا الرؤية بشكل أوضح بفضل هذه التقنية المبتكرة التي مكنتهم من قراءة الكتب العادية وحل الكلمات المتقاطعة، وهذا يعد إنجازًا كبيرًا في مجال الرعاية الصحية وتحسين ظروف حياة هؤلاء المرضى حيث تمثل هذه النظارات أداة فعالة في استعادة بعض الجوانب المهمة من حياتهم اليومية
شمل البحث مجموعة من المشاركين الذين تجاوزت أعمارهم الستين عامًا وكانوا يعانون من التنكس البقعي المرتبط بالعمر في كلتا العينين سواء كان ذلك بشكل فردي أو مجمعًا، حيث تم قياس ضعف البصر حسب مقياس محدد يعكس شدة الحالة، ويشير ذلك إلى أهمية التركيز على الأبحاث التي تستهدف مثل هذه الأمراض لتحسين حياة المسنين وتجديد الأمل لديهم لاستعادة النشاط الاجتماعي
يعتبر التنكس البقعي المرتبط بالعمر حالة يصعب عكسها نتيجة وفاة خلايا منطقة مركز الشبكية مع مرور الزمن، لذا كانت تجربة البحث موجهة نحو استعادة بعض من البصر من خلال استخدام جهاز صغير تم تركيبه تحت الشبكية، حيث تم استخدام ألواح شمسية كهروضوئية صغيرة كجزء من الحل التكنولوجي ويساهم هذا الابتكار في تطوير طرق جديدة للتعامل مع فقدان البصر وتحفيز عمليات البحث والتطوير في هذا المجال الحيوي
تمت إضافة الجهاز جراحيًا تحت الشبكية، وارتدى المشاركون نظارات ذكية تحتوي على كاميرات مصممة لنقل صور مكبرة عبر ضوء الأشعة تحت الحمراء القريبة إلى الشبكية، حيث تعمل الغرسة على تحقيق إشارات كهربائية مماثلة لتلك التي تنقلها خلايا الشبكية العادية، وفي نهاية التجربة تكلل الجهد بالنجاح حيث استطاع عدد كبير من المشاركين استعادة وتحسين حاستهم البصرية
انطلقت الدراسة بمشاركة 38 مريضًا خضعوا لزرع غرسات شبكية، وواصل 32 منهم المشاركة في التجربة لمدة عام كامل، وبعد انقضاء ذلك العام، удалось لأكثر من 80 بالمئة منهم تحقيق تحسين ملحوظ في الرؤية، وهو ما يعكس نجاح التجربة وفعالية التقنية المستخدمة رغم وجود بعض التحديات المرتبطة بالنظارات الذكية التي لا توفر رؤية تفصيلية بل تعتمد على تكنولوجيا تجعل الرؤية ضبابية وأحادية اللون في الوقت الحالي
تبعث هذه التطورات رسالة تشجيع للمبتكرين في مجال الصحة حيث تأتي التكنولوجيا المقدمة من شركة “ساينس كوربوريشن” ومؤسسها ماكس هوداك والذي له تاريخ حافل في تطوير التقنيات المتعلقة بالدماغ والحاسوب، حيث أسس مع إيلون ماسك شركة “نيورالينك” لفتح آفاق جديدة في التكنولوجيا العصبية والتي تعكس روح الابتكار المتواصل في المجالات التكنولوجية الحديثة وتحدياتها
تعليقات