الانعكاسات الثقافية والنفسية لعدم تقديم الجزء الثاني من “لن أعيش في جلباب أبي”
منذ أن أعلن عمر ابن الفنان محمد رياض عن مشروع تقديم جزء ثان من مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” عبر حسابه على فيس بوك بدأ النقاش يزداد حول مدى جدوى هذا العمل، إذ أن العديد من الجماهير لم تتقبل الفكرة بل أبدت قلقها من النتائج المحتملة لهذا الجزء الثاني، وهذا ما يثير تساؤلات عديدة حول أسباب خوف الجمهور وتحفظه تجاه هذا المشروع.
في البداية يبرز اختلاف الزمن كمعوق رئيسي للجزء الثاني، حيث أن الجزء الأول قدم صراعًا واضحًا بين الأجيال وعرض رحلة كفاح الحاج عبد الغفور البرعي التي أصبحت اليوم تلازمها ضغوط السوشيال ميديا والترندات، بالإضافة إلى ذلك فالسؤال عن مدى إمكانية إعادة تقديم تلك القصة في إطار مختلف يظل قائمًا، فقد تساءل البعض عن قدرة العمل على استعادة روح الجزء الأول في ظل تلك التغيرات.
ومن الجوانب الأخرى المتعلقة بالمسلسل تعتبر الكلاسيكيات خطًا أحمر لدى الجمهور والذي يجد صعوبة في تقبل أي تعديلات تطرأ عليها، فالذكرى المرتبطة بالجزء الأول تجعل فكرة تجديدها محفوفة بالمخاطر، إذ يخشى المشاهدون من تشويه تلك الصورة الذهنية التي ارتبطت بالعمل على مر السنين ما جعل مسلسل “لن أعيش في جلباب أبي” يحتل مكانة رفيعة في تاريخ الدراما المصرية.
كما أن الغيابات المؤثرة في كادر العمل تلقي بظلالها على آمال تقديم جزء ثان، فنجم مثل نور الشريف والكاتب مصطفى محرم كان لهما بصمة واضحة في الجزء الأول ولا يمكن تعويض هذه الغيابات بسهولة، بل يعتبر الكثيرون أن غيابهم يعني أن الروح التي كانت تسري في المسلسل قد تغيب أيضاً، وبالتالي يصعب تجسيد الفكرة ذاتها بقوة ونجاح.
تجارب سابقة لنفس النوعية من المسلسلات أثبتت أن الأجزاء الجديدة قد لا تكون بنفس الجودة، فمثلاً الجزء الجديد من “ليالي الحلمية” لم ينجح كما كان متوقعًا، مما يزيد من حذر الجمهور تجاه تجربة مشابهة، لذا تتزايد التساؤلات حول مدى جدوى تقديم جزء ثان من العمل الذي ترك أثرًا كبيرًا في ذاكرة المشاهدين.
ومع ذلك لا يمكن تجاهل أن هناك آراء مؤيدة للفكرة تدعو لتقديم جزء ثان، معتبرين أن هناك جيلًا جديدًا بحاجة لرؤية تلك الأعمال بالأبعاد المعاصرة التي تناسبهم، ومع الأخذ في الاعتبار أن الكتابة قد تبرز محتوى جديد يتناسب مع العصر ويعكس التغيرات الاجتماعية والثقافية بطرق مبتكرة تحتاج إلى التفكر فيها بجدية.
وفي الختام يبقى تساؤل مشروع حول إمكانية حصول جزء ثان من المسلسل، إذ لا زالت الآراء متفاوتة بين مؤيد ومعارض، فهل هي مجرد “فرقعة إعلامية” أم يعد مشروعًا جادًا بانتظار أن تظهر الأيام الحقيقة في ذلك الأمر؟
تعليقات