حسين فهمى: استقالتي من الأمم المتحدة احتجاجًا على صمتها تجاه مجزرة قانا

خلال الفعالية الخاصة “سينما من أجل عالم أفضل” التى تم تنظيمها ضمن الدورة الثامنة من مهرجان الجونة السينمائي تحدث الفنان حسين فهمي عن تجربته الممتدة في مجالات العمل الإنساني وأهمية السينما في دعم القضايا الإنسانية بمشاركة النجمة يسرا ورئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي حمدان مسلم المزروعي وسفير دولة الإمارات لدى مصر حميد عبيد الزعابي، حيث كان النقاش يشمل كيف يمكن للفن أن يكون وسيلة للمساعدة في نشر الوعي حول المشاكل الاجتماعية وأن يساعد المحتاجين بصورة فعالة.

بدأ حسين فهمي حديثه بتسليط الضوء على تجربته في العمل الإنساني التي امتدت لسنوات عديدة، مشيرًا إلى أنه كان سفيرًا للنوايا الحسنة للأمم المتحدة لمدة عشر سنوات، وكانت يسرا تشرف على ذات البرنامج في تلك الفترة. انتقد فهمي الصمت الدولي تجاه بعض الأزمات وأكد أن استقالته من منصبه جاءت بعد العدوان الإسرائيلي على قانا، حيث شعر بأنه لا يمكنه الاستمرار في هذا الدور في ظل غياب النوايا الحسنة.

وفي سياق حديثه أشار حسين فهمي إلى أن نشاطاته الإنسانية لم تقتصر فقط على دوره كسفير بل شملت المشاركة في مبادرات اجتماعية وخيرية متعددة، منها تأييده لمؤسسة الوفاء والأمل خلال فترة الرئيس الراحل أنور السادات وباستمرار في عهد الرئيس الأسبق حسني مبارك. يعتبر أن الفنون تلعب دورًا حيويًا في نقل القيم الإنسانية ومعالجة قضايا المجتمع.

أعرب حسين فهمي عن أهمية السينما كوسيلة تعبير عميقة، قائلاً إن الفن يجب أن يكون قادرًا على نقل مشاعر الإنسان وتوصيل رسائل تعكس الحاجة والرعاية، حيث شدد على أن الفن هو المرآة التي تعكس المجتمع وتساعده على التعافي والتطور، لذا يجب أن يُركز الفنانون على تقديم أعمال تحاكي واقع الناس.

كما أكد فهمي أن الأفلام يجب أن تحمل رسائل إنسانية تتناول قضايا الفرد وتعبر عن أمانيه وآماله، إذ أن تقديم أعمال تتحدث عن كرامة الإنسان وتعزّز قيم مجتمعنا هو ما يفرضه علينا الفن. ولذلك يجب الحفاظ على هذا التوجه في السينما، لضمان استمرارها كوسيلة لتعزيز الوعي الاجتماعي.

مهرجان الجونة السينمائي، تحت شعار “سينما من أجل الإنسانية”، يعد منصة فنية فريدة من نوعها في الشرق الأوسط منذ انطلاقه عام 2018، حيث يعمل على تعزيز الحوار بين الثقافات من خلال صناعة الأفلام ودعم الفنون محليًا وعالميًا. وتضم الدورة الحالية أكثر من 80 فيلمًا استثنائيًا تم اختيارها بعناية لقيمتها الفنية والتي يتعين تقديرها.

تتضمن الجوائز الخاصة التي يقدمها المهرجان جوائز تقديرية بارزة، مثل جائزة الجمهور لسينما من أجل الإنسانية وجائزة نجمة الجونة الخضراء التي تبرز الأعمال السينمائية التي تروج للقضايا الإنسانية وتشجع التوعية البيئية، مما يعكس التوجه الراسخ للمهرجان نحو تعزيز القيم الإنسانية عبر الفنون.