مسرحية ليالينا: عودة مبهرة على مسرح نهاد صليحة لـ3 ليالٍ مميزة
يعود العرض المسرحي “ليالينا” للمرة الرابعة إلى خشبة مسرح نهاد صليحة لمدة ثلاثة أيام ويختتم عروضه يوم السبت القادم الموافق 25 أكتوبر في تمام الساعة السابعة والنصف مساء، وذلك في إطار عروض أكاديمية الفنون المستمرة والتي تهدف إلى دعم الحركة المسرحية الشابة، يعتبر هذا العرض من أبرز الفعاليات التي تعكس الثقافة المسرحية الحديثة في الوطن العربي ويشكل فرصة قيمة للجمهور للاستمتاع بعرض استثنائي.
العرض مستوحى من رائعة الكاتب الكبير نعمان عاشور “الناس اللي تحت” ويقدمه المخرج محمد الحضري برؤية جديدة تجمع بين الأصالة والواقع المعاصر، إذ يقدم معالجة إنسانية تمس القلوب وتجسد تفاصيل الحياة اليومية بمصداقية وبساطة، يسعى المخرج لاستحضار مشاعر مختلفة لدى الجمهور من خلال تجسيد معاناة الشخصيات الرئيسية والمواقف التي تمر بها، مما يعكس تأثير الظروف الاقتصادية على الأفراد والمجتمعات.
تدور أحداث العرض حول سكان القبو الفقراء الذين يعيشون في ظروف قاسية ويستعرض الفنان الشاب والعجوز الثري الذي مضى زمن عمره، بالإضافة إلى الطمع الذي تملكه صاحبة المنزل في الزواج منه بينما يعمل شقيقها على التخطيط للاستيلاء على ثروته، تبرز القصة التناقضات الاجتماعية والنفسية التي يعيشها هؤلاء الأفراد، مما يخلق شعورًا بالقلق والتوتر لدى المتلقين.
حصل العرض على مجموعة من الجوائز المميزة في دوراته السابقة حيث حصل على جائزة أفضل مخرج وأفضل ممثل وأفضل ملابس وأفضل عرض، كما تم ترشيحه للمشاركة في مهرجان الفضاءات المسرحية المتعددة، مما يعكس تحقيقه لنجاحات ملموسة في القطاع المسرحي وإشادة النقاد والجمهور به مما يجعله من العروض الفريدة في تاريخ المسرح.
يجدر بالذكر أن آخر أعمال المخرج محمد الحضري كان العرض المسرحي “الرجل الذي أكله الورق” من إنتاج فرقة “جروتيسك” وهو مأخوذ عن قصة “تاجر البندقية” لويليم شكسبير، حيث قدم فيه مزيجًا فنيًا رائعًا وخلاقًا وبطولة مجموعة من الشباب الذين ساهموا بشكل كبير في نجاح العرض، يعكس هذا العمل الرؤية الجديدة للمخرج وقدرته على تناول القضايا الراهنة بطرق فنية متنوعة.
يناقش العرض مأساة المواطن المعاصر في مواجهة الرأسمالية وأعباء العمل في القطاع الخاص وما يترتب على ذلك من ضغوطات مالية وصحية، فالقصة تتحدث عن رجل غارق في الديون أو بمعنى أدق رجل أكلته الأوراق المالية، كما تستعرض حكاية عامل شريف يحاول النجاة في عالمٍ تسوده القسوة والمال، مما يجعله عملًا يستحق المشاهدة والتأمل.

تعليقات