تمكنت السلطات الدولية من إحراز تقدم كبير في مكافحة الجرائم الإلكترونية من خلال عملية واسعة النطاق أطلقت عليها اسم “نهاية اللعبة”. في تنسيق مشترك بين أوروبا وأمريكا وكندا، تم تفكيك شبكة معقدة تعمل على توزيع برمجيات خبيثة، حيث أُوقف تشغيل أكثر من 300 خادم موزعة على عدة دول، بالإضافة إلى إصدار أوامر اعتقال بحق 20 شخصاً يشتبه بتورطهم في هذه الأنشطة الإجرامية.
وشارك في العملية عشر دول من بينها ألمانيا وفرنسا وهولندا والدنمارك والمملكة المتحدة، مستهدفة أخطر برمجيات خبيثة تؤثر على الأمن السيبراني العالمي. وأسفرت التحقيقات عن التعرف على أكثر من 30 مشتبه به، مع توجيه اتهامات جنائية لبعضهم، بالإضافة إلى تعطيل 650 نطاقاً إلكترونياً ومصادرة عملات رقمية تبلغ قيمتها حوالي 3.5 مليون يورو.
يأتي هذا التحرك في أعقاب عملية كبرى أخرى نفذت في مايو 2024 أسفرت عن مصادرة أصول مالية بقيمة 21.2 مليون يورو، فيما تستمر مطاردة المشتبه بهم دولياً ومحلياً، وقد أعلنت السلطات الألمانية نيتها إدراج 18 منهم على قائمة المطلوبين لدى الاتحاد الأوروبي.
وفي إطار جهود متوازية، أعلنت “يوروبول” عن القبض على أربعة أشخاص وتعطيل أكثر من مئة خادم ضمن حملة تستهدف تفكيك البنية التحتية الإلكترونية التي تستخدم في شن الهجمات الإلكترونية، والتي تعتمد على شبكات “الروبوت” المؤلفة من أجهزة كمبيوتر مخترقة.
تعكس هذه العمليات المشتركة تنامياً في الجهود الدولية لتعزيز الأمن السيبراني ومواجهة التهديدات الرقمية التي تتصاعد في ظل الاعتماد المتزايد على التكنولوجيا الحديثة.