حذر علماء جيوفيزيائيات من أن التحولات التي شهدتها أعمدة الأرض خلال القرنين الماضيين تعود جزئياً إلى بناء السدود البشرية. وفق دراسة حديثة، ساهم إنشاء حوالي 7000 سد كبير على مستوى العالم في تغيير محور دوران الكوكب بمقدار يقارب ثلاثة أقدام، فضلاً عن انخفاض مستويات سطح البحر بمقدار 0.83 بوصة.

الدراسة، التي أجرتها باحثة في جامعة هارفارد، ناتاشا فالنسيتش، تشير إلى أن إعادة توزيع المياه المخزنة في السدود لا تساهم فقط في تقليل مستوى سطح البحر، بل تؤثر كذلك على توازن الكتلة الأرضية نتيجة لتذبذب القشرة الصلبة للأرض فوق طبقة الصهارة. فقد أظهرت الأبحاث أن الفترات التاريخية لبناء السدود في أمريكا الشمالية وأوروبا تسببت في تحرك القطب الشمالي نحو خط الاستواء، بينما أدت السدود التي شيدت في آسيا وشرق إفريقيا إلى تحركات إضافية.

تستدعي النتائج المترتبة على هذه التغييرات إعادة التفكير في كيفية توقع مستويات سطح البحر المستقبلية، حيث يُعتبر حساب تأثير السدود ضرورياً لوضع نماذج دقيقة. فالنسيتش أكدت على أن الأبعاد الهندسية لارتفاع مستوى سطح البحر ستتأثر بمواقع السدود، مما يعني أن الأبعاد التغييرية قد تكون أكبر وأهم مما يعتقد.

شاركها.
اترك تعليقاً