في ظل الصراع المحتدم بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب ورجل الأعمال الشهير إيلون ماسك، يبرز تيار سياسي جديد يعرف بـ “اليمين التكنولوجي” أو Tech Right، الذي يجمع بين الفكر المحافظ التقليدي وبعض الأقطاب البارزين في عالم التكنولوجيا. هذا التيار يعكس انقسامات عميقة حول كيفية دعم الابتكار والتطور الفني، حيث يناصر سياسات اقتصادية ليبرالية ويؤكد على تقليل التدخل الحكومي في شؤون القطاع التكنولوجي.
يمثل Tech Right مجموعة من التقنيين والمحافظين الذين يرون أن تقليص القيود الحكومية يسهم بشكل كبير في دفع عجلة الابتكار والنمو الاقتصادي. ورغم توافقهم مع بعض مبادئ حركة “اجعل أمريكا عظيمة مجددًا”، إلا أنهم يتميزون باختلافات جوهرية في قضايا مثل التشريعات الضريبية والتنظيمية.
يرتكز هذا التيار على عدة نقاط أساسية، منها دعم السياسات الاقتصادية التي تشجع حرية السوق، ومعارضة التشريعات التي تحد من حرية شركات التكنولوجيا، بما يشمل تنظيمات الذكاء الاصطناعي. كما يتقاطع مع الفكر المحافظ في الدفاع عن حرية التعبير وقيم أخرى تقليدية.
على الصعيد السياسي، أصبح Tech Right لاعبًا مؤثرًا في صياغة السياسات الأمريكية المتعلقة بالتكنولوجيا، حيث يدفع أعضاؤه لتبني مواقف تخفف القيود على الابتكارات التقنية وتقلل العبء الضريبي على الشركات في هذا القطاع، وهو ما يعكس رؤيتهم لتفاعل جديد بين الحكومة والتكنولوجيا.
يضم هذا التيار أسماء بارزة مثل إيلون ماسك الذي يطالب بخفض القيود على الابتكار، وبيتر ثيل المستثمر المعروف بدعمه لتقليل البيروقراطية، وكذلك ديفيد ساكس الذي يناصر إلغاء القيود التنظيمية، إلى جانب مارك أندريسن الذي يروج لسياسات تحفز الابتكار وتحد من تدخل الحكومة.
في المجمل، يعكس Tech Right حركة متصاعدة تهدف إلى إعادة تشكيل العلاقة بين القطاع الحكومي وقطاع التكنولوجيا، مع التركيز على تعزيز الابتكار والنمو الاقتصادي بعيدًا عن القيود التي يرونها عائقًا أمام التقدم.