الذكاء الاصطناعي ودوره في إعادة هيكلة بيئة العمل السعودية الحديثة

الذكاء الاصطناعي ودوره في إعادة هيكلة بيئة العمل السعودية الحديثة

تشهد بيئة العمل في السعودية تحولات جذرية بفعل الثورة الرقمية المتسارعة، حيث أظهر تقرير حديث من شركة مايكروسوفت أن الذكاء الاصطناعي بات يلعب دوراً محورياً في تقليص ظاهرة “دوامة العمل المستمرة”. لطالما عانى الكثير من الأفراد من الضغط الناتج عن التواصل الدائم مع العمل، وهو ما يتسبب في تداخل الحياة الشخصية والمهنية. وتعكس البيانات مستوى التحدي، إذ يتلقى الموظف العادي نحو 117 رسالة بريد إلكتروني في اليوم، مما يزيد من مستوى التشتت والإرهاق.

ولمعالجة هذا التحدي، بدأت العديد من الشركات في المملكة بإعادة هيكلة نماذج العمل لتعزيز الرفاهية النفسية للموظفين. الشركات الرائدة مثل مجموعة “عبيكان للاستثمار” و”معادن” أصبحت تتبنى حلولاً مبتكرة، حيث استخدمت منصة “O3ai” التي تعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحسين الكفاءة وتقليل التكاليف. كما أحرزت “معادن” تقدماً ملحوظاً عبر دمج أدوات مايكروسوفت لزيادة الإنتاجية وتسهيل العمليات.

هذا التحول لا يقتصر فقط على التكنولوجيا، بل يشمل أيضاً دعم القدرات البشرية. تسعى مايكروسوفت إلى تدريب 100,000 سعودي على المهارات اللازمة في هذا المجال بحلول عام 2025، مما يعكس التزامها القوي بتطوير العنصر البشري كجزء من استراتيجيات التحول الرقمي.

في ظل هذه التطورات، لم يعد العمل أمراً مرهقاً كما كان في السابق، إذ تفتح هذه الشعبية الجديدة للذكاء الاصطناعي آفاقًا واسعة للتعاون والإبداع. وبذلك، تبرز الفرصة لقادة الأعمال في المملكة لتبني طرق عمل أكثر استدامة، مما يسمح بأجواء عمل إيجابية توازن بين الإنتاجية والحياة الشخصية.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.