نجح فريق بحثي ممول من مركز iMOVE للأبحاث التعاونية في تطوير أول نظام عالمي على جانب الطريق يهدف لمنع الاصطدام بين الحيوانات والمركبات في المناطق الريفية الأسترالية، تعرف هذه التقنية بجهاز LAARMA، وقد تم تطوير هذا النظام من خلال تعاون بين جامعة سيدني وجامعة كوينزلاند للتكنولوجيا ووزارة النقل والطرق الرئيسية في كوينزلاند، يحمل هذا الإنجاز أهمية كبيرة في حماية الحياة البرية من المخاطر الناتجة عن حركة المرور، مما يمثل تقدماً ملحوظاً في معالجة القضايا البيئية المرتبطة بالحوادث المرورية.
يعتمد نظام LAARMA على استخدام تقنية الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الحيوانات القريبة من الطرق وتنبيه السائقين بشكل فوري، تم توفير الكود البرمجي الخاص بالنظام مجانًا عبر منصة GitHub، يأتي ذلك في إطار جهود حماية الأنواع المهددة بالانقراض مثل الباندا الحمراء وآكل النمل العملاق ونمور الثلج، كما يساهم هذا الابتكار في تعزيز وعي المجتمع حول حماية الكائنات الحية ويحفز الجهود المحلية والدولية للحفاظ على التنوع البيولوجي.
تم اختبار النظام في أقصى شمال كوينزلاند وهي منطقة معروفة بتكرار حوادث الاصطدام مع طيور الكاسوارى، يجمع نظام LAARMA بين تقنيات كاميرات RGB، التصوير الحراري، وتقنية LiDAR، ويستخدم خوارزميات متقدمة ذاتية التعلم لتحسين دقة الرصد مع مرور الوقت، خلال تجربة ميدانية استمرت خمسة أشهر في كوراندا سجل النظام نسبة دقة رصد بلغت 97% مع جمع أكثر من 287 مشاهدة مما ساعد على خفض سرعة المركبات بمعدل يصل إلى 6.3 كيلومترات في الساعة.
يمتاز النظام بقدرته على التعلم الذاتي دون الحاجة لإعادة برمجة يدوية، حيث ارتفع معدل الكشف عن الحيوانات من 4.2% في البداية إلى 78.5% بنهاية التجربة، مع تحسين مستمر في التعرف على طائر الكاسوارى في ظروف متنوعة، بالإضافة إلى ذلك تم تطبيق العلوم السلوكية لتكوين رسائل تحذيرية فعالة على شاشات التنبيه، بعد اختبارها من خلال استطلاعات ودراسات ميدانية، مما أسهم في تعزيز استجابة السائقين وتحسين معدلات السلامة على الطرق.
منذ عام 1996، فقد 174 طائرًا من الكاسوارى حياتهم بسبب الاصطدامات مع المركبات، يوضح الباحثون أن هذه التقنية تمثل خطوة هامة لحماية هذا النوع الحيواني الرئيسي والحفاظ على النظام البيئي للغابات المطيرة، بالإضافة إلى دورها في تقليل الحوادث على الطرق وتحسين السلامة البيئية والسير على الطرق، مما يعكس أهمية الابتكار التكنولوجي في الحفاظ على التوازن بين التنمية البشرية وحماية الحياة البرية.
تعليقات