حرص صناع فيلم “صوت هند رجب” على إظهار تضامنهم مع القضية الفلسطينية خلال مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته الثانية والثمانين حيث قدموا صورة الشهيدة الطفلة هند رجب التي استشهدت على أيدى الاحتلال في غزة بعد السابع من أكتوبر، وتواجد في المهرجان كلا من رونى مارا وخواكين فينيكس الذي كان له دور كمنتج منفذ مع براد بيت، هذا الحضور يعكس اهتمام الفنانين بقضايا حقوق الإنسان وينقل ما يحدث في فلسطين إلى العالم بأسره.
يتناول الفيلم الذي أخرجته كوثر بن هنية قصة مؤلمة تتعلق بالطفلة هند رجب، ويمثل ذلك الممثل الفلسطيني معتز مليس الذي أبدع في تجسيد شخصية تعكس مشاعر الألم والوجع في غزة، ويشاركه في البطولة كلارا خورى وعامر حليحل وسجى كيلان، حيث حاول صناع العمل تقديم رسالة فنية تحمل بداخلها العديد من الآلام والواقع المعاصر الذي تعيشه غزة، من خلال تقديم سرد فني متميز يستحضر مشاعر التعاطف والانتماء الوطني.
كما شهد المؤتمر الصحفى لطاقم الفيلم تأكيدًا واضحًا على التضامن مع فلسطين حيث ارتدى الجميع شارات كفاية تضامنًا مع الوضع الإنساني المتصاعد في غزة، وقد عبرت المخرجة كوثر بن هنية عن شعورها العميق عند سماع صوت استغاثة الطفلة هند رجب، مشيرة إلى أن الصوت يحمل معاناة غزة بأكملها، فهي ليست مجرد حالة فردية بل تمثل صوت المأساة الذي يحتاج إلى أن يُسمع من قبل العالم.
عبرت كوثر بن هنية عن إحباطها أحيانًا سائلاً عن مدى تأثير الأفلام في إحداث التغيير رغم وجود استجابة من الجمهور التي يمكن أن تصل للناس، حيث تساءلت عما يعكسه واقع اليوم حين يصبح طفلة تحت القصف مجرد رقم أو صورة في أحصائيات، كما شددت على أهمية طرح الأسئلة الكبرى حول العالم الذي نعيش فيه وأي مستقبل متبقي لأطفال غزة.
تحدثت أيضًا عن أهمية وجود براد بيت كمنتج منفذ حيث أن ذلك يعنى دعم الحقيقة وتمكين الفنون من نقل قصص المأساة، مشددة على ضرورة أن يعي الوسط السينمائى أبعاد القضايا الإنسانية، حيث أن أعمال الفيلم ليست مجرد أفلام تتعلق بأحداث بل هي تعبير عن معاناة بلدان تعيش تحت وطأة الاحتلال المستمر.
من جهة أخرى، شارك الممثل الفلسطيني معتز مليس مشاعره خلال المؤتمر مشيرًا إلى أنه عاش طفولته في غزة وواجه حقيقة مريرة تتمثل في الصراعات اليومية والتفجيرات، مضيفًا أنه يعتبر نفسه محظوظًا لأنه تمكن من الذهاب إلى المهرجان وتمثيل بلاده حتى وهو يتحدث عن الألم، كما أوضح أنه لم يشعر أنه يمثل بل عاش التجربة.
فيلم “صوت هند رجب” يحكي قصة مأساة الطفولة حيث استشهدت الطفلة ليان حمادة تحت نيران القصف في غزة في بداية عام 2024، يجسد الفيلم التقاطع بين الطفولة البريئة والصراع المرير الذي يسود المنطقة، مما يترك أثرًا عميقًا في النفوس ويعكس تجربة شديدة الألم والوجع.
تدور أحداث الفيلم حول محاولات إنقاذ ليان وتلقي نداء استغاثة من طفلة محاصرة في سيارة تحت القصف، يعبر الفيلم عن الوضع المأساوي الذي يعاني منه الأهالي في غزة، وكيف أن الطفولة باتت تعيش في ظل خطر دائم وفقدان الأمل في الحياة، كما يكشف الفيلم كيف أن التفجيرات في غزة أصبحت يومية لكل عائلة.
يسلط الفيلم الضوء على الأحداث المأساوية التي تعيشها المنطقة منذ 7 أكتوبر، حيث تدور أحداث القصة لتبرز الصعوبات التي تعاني منها الأسر في الخروج من هذا الجحيم، كما يعرض كيف أن نداءات الاستغاثة التي تصل إلى الهلال الأحمر تمثل مآسي إنسانية تحتاج إلى أن يسمعها العالم ويقف بجانب تلك القضايا الحيوية.
ينقل الفيلم تجربة الطفلة هند رجب التي استشهدت وهي تطلب النجدة، حيث حاولت التحدث عبر الهاتف، ويظهر كيف أن العالم أجمع يجب أن يكون على علم بمعاناة الأطفال الأبرياء الذين هم ضحايا حصار وصراع لا ينتهي، هذه القصة تجسد حتمية الحاجة للتعاطف والتضامن في زمن الحاجة.
تعليقات