تعمل الهند على تطوير برنامجها الفريد للفضاء المأهول المعروف باسم “جاجانيان” حيث تستعد البلاد لإجراء أول مهمة فضائية بشرية لها المقررة في عام 2027، وقد أجرت المنظمة الهندية لأبحاث الفضاء تجربة جديدة في مركز ساتيش داوان الفضائي والتي تضمنت اختبارًا رئيسيًا للأساليب المستخدمة في استرجاع المعدات، واستخدمت هذه التجربة مجسمًا كرويًا بالحجم الطبيعي للكبسولة التي ستنقل رواد الفضاء إلى الفضاء عبر رفعها بواسطة مروحية إلى ارتفاع 3 كيلومترات ثم إطلاقها.
وفقًا للتقارير، أثبتت هذه التجربة نجاحها في التحقق من كفاءة أداء نظام المظلات المخصص لوحدة الطاقم وقد سرت الأوساط العلمية في الهند جراء هذا الإنجاز، حيث أظهرت الكبسولة كفاءة عالية في نشر 10 مظلات بتسلسل زمني محدد مما مكنها من الهبوط بشكل آمن على سطح الماء، وقد تم استرجاع الكبسولة بنجاح عبر السفن البحرية الهندية مما يعكس الاستعدادات الجادة للمهمة المقبلة المنتظرة.
كما انصب التركيز على محاكاة سيناريوهات الطوارئ التي قد تحدث أثناء الإطلاق، وقد أكدت المنظمة الهندية لإبحار الفضاء نجاح نظام السلامة في وضع الطوارئ الذي تم اختباره مما يكشف عن الاستعدادات المتقنة للبعثات المقبلة، ويعتبر هذه الإنجاز بمثابة خطوة كبيرة نحو تحقيق الأهداف المحددة لدخول الهند إلى عالم الفضاء المأهول حيث تستمر الاختبارات على أساس منتظم.
أكد وزير الفضاء الهندي جيتندرا سينغ على أن نسبة إنجاز تطوير الأجهزة الأرضية ووسائل الإطلاق قد تخطت 90% مشيرًا إلى أن المراحل النهائية من البرنامج قيد الاكتمال، ومن المقرر أن يترقب الهنديون تجربة الرواد الأوائل في الفضاء بحلول عام 2027 بعد تأجيلات مؤسفة نتيجة للتحديات المرتبطة بجائحة كوفيد-19 ومشكلات فنية عدة.
ستتقدم الهند بخطواتها نحو التاريخ من خلال إجراء أربع رحلات غير مأهولة قبل إطلاق الرحلة المأهولة الأولى وذلك لاختبار صاروخ مركبة الإطلاق البشرية، ومن المقرر أن يتم إطلاق الرحلة الأولى غير المأهولة والمعروفة باسم G1 في ديسمبر المقبل، وستقوم هذه الرحلة بنقل جهاز استشعار نصف آلي لجمع وتحليل البيانات.
وتجدر الإشارة إلى أن الحكومة الهندية قد خصصت ميزانية ضخمة لبرنامج جاجانيان تهدف إلى تحقيق أهداف الطيران في الفضاء، مع توقع اكتمال الرحلات التجريبية المتبقية بحلول عام 2026 مما يفتح الأبواب لإطلاق المهمة المأهولة في الربع الأول من عام 2027.
المهمة المأهولة الأولى المعروفة باسم H1 والتي ستنقل بين رائدين إلى مدار منخفض للأرض تعد بمثابة الإنجاز الذي سيضع الهند في صفوف الدول الرائدة في مجال الفضاء إلى جانب الولايات المتحدة وروسيا والصين، وقد يشير النجاح في ذلك إلى دور مهم للهند في المستقبل العلمي والتكنولوجي على مستوى عالمي.
تعليقات