شهدت لندن وواشنطن تحركات احتجاجية مثيرة للانتباه حيث بدأ ناشطان إضرابًا مفتوحًا عن الطعام أمام مقري Google DeepMind في بريطانيا وAnthropic في الولايات المتحدة في خطوة تهدف للضغط على شركات التكنولوجيا لوقف تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، وقد وصف الناشطان هذا السباق بأنه خطر يهدد مستقبل المجتمعات البشرية، ويؤكدون على أهمية اتخاذ إجراءات سريعة وجدية لدرء المخاطر المحتملة التي يمكن أن تنجم عن هذه التكنولوجيا الجديدة واستمرارها دون قواعد صارمة.
أحد المحتجين، جيدو رايشستاتر، أعلن أنه لم يتناول الطعام منذ أكثر من أسبوع، مشيرًا إلى أنه سيواصل إضرابه حتى تستجيب شركة Anthropic لمطالبه المشروعة، وفي رسالة نشرها عبر منتدى LessWrong دعا الشركة إلى وقف الأعمال المتهورة التي تضر بالمجتمع والعمل على إيجاد حلول للأضرار التي قامت بها، وتُظهر هذه الخطوة الإصرار على تحقيق التغيير المطلوب وصوت الرفض من قبل الأشخاص الذين يخافون من التأثيرات المحتملة لهذا النوع من التكنولوجيا.
في الأيام الأولى من الاحتجاج قرر رايشستاتر تسليم رسالة مباشرة إلى داريو أمودي الرئيس التنفيذي لشركة Anthropic، حيث حثه على ضرورة وقف تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة بشكل كامل، وأكد أنه سيعتمد فقط على الماء والفيتامينات والمعادن خلال فترة إضرابه للحفاظ على صحته واعتبر هذه الخطوة ضرورية لتحقيق أهدافه وتطلعاته للإصلاح المطلوب.
تأتي هذه التحركات في سياق تصاعد المخاوف العالمية من آثار الذكاء الاصطناعي، فقد عبّر العديد من علماء المجال عن قلقهم بشأن كيفية تعامل قادة شركات التكنولوجيا مع المخاطر المحيطة، حيث صرح جيفري هينتون بأن الشفافية تبدو مفقودة فيما يتعلق بالمخاطر المحتملة، كما حذر أمودي من فقدان نصف الوظائف المكتبية خلال السنوات الخمس المقبلة مما يزيد من قلق المجتمع بشكل عام.
رايشستاتر ليس بعيدًا عن النشاط الحقوقي، فقد قام في عام 2022 بإضراب عن الطعام استمر 15 يومًا في ميامي لجذب الانتباه لأزمة المناخ، وهو مؤسس حملة “أوقفوا الذكاء الاصطناعي” التي تطالب بحظر تطوير ما يُعرف بالذكاء الاصطناعي الفائق، كما تعرض للاعتقال بسبب إغلاق أبواب شركة OpenAI في سان فرانسيسكو، حيث يتوقع أن تستمر قضيته بشكل قانوني مما يعكس التزامه العميق بالقضايا الإنسانية.
إضراب رايشستاتر ألهم الآخرين للانضمام إلى الحركة، حيث أعلن مايكل ترازي، الباحث السابق في مجال سلامة الذكاء الاصطناعي، دخوله في إضراب عن الطعام أمام مقر DeepMind في لندن، ودعا إلى التزام رئيسي ضد إطلاق نماذج ذكاء اصطناعي متقدمة جديدة، معتبرًا الضغط الشعبي عاملًا أساسيًا للتغيير الحقيقي والاستجابة للمخاوف الشعبية فيما يتعلق بتكنولوجيا المستقبل.
مع تصاعد الجدل بشأن مخاطر الذكاء الاصطناعي عالميًّا، يشير مراقبون إلى أن مثل هذه الاحتجاجات قد تفتح الأبواب أمام زيادة الضغط الشعبي والسياسي على الشركات الكبرى لإبطاء خطى تطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي المتقدمة، حيث أصبح من الواضح أن هناك حاجة ملحة لمناقشة معايير وآليات للعمل لضمان الأمان في استخدام هذه التكنولوجيا بما يعود بالفائدة على المجتمعات.
تعليقات