سيد درويش: علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية وفاته وتأثيره الفني

سيد درويش: علامة فارقة في تاريخ الموسيقى العربية وفاته وتأثيره الفني

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان العظيم سيد درويش الذي يُعد أحد أبرز عمالقة الموسيقى في تاريخنا العربي، ولد درويش في أسرة متوسطة الحال حيث بدأ حياته التعليمية في سن مبكرة من خلال التحاقه بالكتاتيب حيث حفظ القرآن الكريم، وعندما توفي والده في سن السابعة، انتقلت والدته لإلحاقه بإحدى المدارس، وظهرت موهبة درويش الفنية بشكل واضح خلال حصص الموسيقى، مما شكل بداية مشواره الفني المتألق الذي امتد على مدار سنوات طويلة.

قبل أن يتحصل على شهرة في مجال الفن، عمل درويش كعامل بناء، لكن موهبته لم تكن لتبقى مخفية، حتى صادفه الأخوان أمين وسليم عطا الله في أحد المواقف، وهما من أشهر الفنانين في تلك الفترة، حيث قررا أن يأخذوه برفقتهم إلى الشام في عام 1908، وهناك تحت رعاية الشاعر الملا عثمان الموصلي، الذي آمن بموهبته، تعلم درويش الكثير من الفنون والحرف الموسيقية، وعاد إلى القاهرة ليبدأ مرحلة جديدة من حياته.

عاد إلى مصر وعمل لفترة متغيرة بين مختلف المحال، حتى عمل مع الأخوان عطا الله، وأصبح عضوًا بارزًا في فرقتهما الموسيقية، ثم سافر مرة أخرى إلى الشام لتكون هذه الرحلة بداية حقيقية لمشواره الفني، حيث انطلقت مسيرته بشكل قوي ومؤثر، لتترك بصمتها في عالم الفن.

بدأت ألحانه تتشكل بالشكل الذي يعرفه الجميع، حيث كانت أولى ألحانه “يا فؤادي ليه بتعشق”، وبعد ذلك انتقل إلى القاهرة التي شهدت صعود نجم درويش، وزادت شهرته بشكل كبير بعد تلحين روايات الفرق المسرحية الشهيرة، مثل فرقة نجيب الريحاني، وتنوعت ألحانه بطريقة متميزة، مما جعله يتفرد في مجال الموسيقى العربية.

كان سيد درويش من الرواد الذين ربطوا بين الفن والسياسة والمجتمع، حيث غنى في مناسبات وطنية مختلفة مثل “قوم يامصري”، وأيضًا نشيد “بلادي بلادي” الذي اقتبس فيه كلمات الزعيم الراحل مصطفى كامل، وأغنية “الحلوة دي” تعبيرًا عن تضامنه مع الحرفيين والفئات العاملة، وقد أستخدم الموسيقى كوسيلة للجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي، حيث حولت رؤيته الفريدة شكل الفن إلى أداة هامة تسهم في حياة المجتمع.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.