اكتشاف قمر شبه مداري جديد يرافق الأرض ويغير فهمنا للفضاء
كشف علماء الفلك عن وجود كويكب باهت يُعرف باسم 2025 PN7، الذي يعتقد أنه كان يرافق الأرض في مدارها حول الشمس لعقود من الزمان دون أن يُلاحظ، كما يُصنف هذا الكويكب ضمن فئة نادرة تُعرف بـ”الأقمار شبه المدارية”، وهي أجسام لا تدور فعلياً حول الأرض ولكنها تظل في مسار قريب منها خلال دورانها معاً حول الشمس، ويعكس هذا الاكتشاف تطوراً مهماً في فهمنا للأجسام السماوية المحيطة بكوكبنا.
يبلغ عرض الكويكب المكتشف نحو 19 متراً، مما يجعله أصغر من نيزك تشيليابينسك الذي انفجر فوق روسيا في عام 2013، ورغم حجمه إذ يعد اكتشافه تحدياً كبيراً لعلماء الفلك لأنه خافت جداً، حيث لا يمكن رؤيته إلا باستخدام تلسكوبات متقدمة وفي أوقات محددة، يمثل هذا التحدي دليلاً على التطورات المستمرة في تقنيات الرصد الفلكي.
ووفقاً لما ورد في أبحاث الجمعية الأمريكية الفلكية، فإن وجود الكويكب تم رصده لأول مرة في أواخر يوليو باستخدام تلسكوب Pan-STARRS1 في هاواي، وقد أشار الفلكي الهاوي أدريان كوفينيه إلى أن الكويكب قد يرافق الأرض منذ حوالي 70 عاماً، وهناك توقعات بأنه سيستمر كقمر شبه مداري لما يقارب 60 عاماً أخرى.
يعتبر 2025 PN7 من أصغر وأضعف الأقمار شبه المدارية المكتشفة حتى الآن، مما يجعله حالة فريدة بين الأجسام السماوية المعروفة بجوار الأرض، تساهم هذه الأجسام في تعزيز فهمنا للمسارات المدارية المعقدة حول كوكبنا.
تشير الدراسات الحالية إلى أن علماء الفلك اكتشفوا سبعة أجسام مشابهة في السابق، وهناك توقعات بالعثور على المزيد في المستقبل، فقد ساهمت الأبحاث في توسيع قاعدة المعرفة حول هذه الأجسام الغامضة ورصدها بشكل أكثر دقة.
يرى الباحثون أن التقديرات التقليدية لم تكن تتوقع وجود “رفقاء دائمين” للأرض في بيئتها المدارية القريبة، لكن هذا الاكتشاف يفتح الباب لإمكانية وجود أجسام أخرى مشابهة، مما يعزز أهمية المشروعات الواسعة لرصد الفضاء مثل مرصد فيرا سي، روبين.
يؤكد هذا الاكتشاف الجديد أن نظامنا الأرضي لا يقتصر على القمر المعروف فقط، بل قد يضم حوله أجساماً صغيرة أخرى تشارك الأرض رحلتها الطويلة حول الشمس، مما يعطي انطباعاً عميقاً عن التعقيد والجمال الذي تتمتع به بيئتنا الفضائية.
تعليقات