أقمار ناسا تكشف عن جزيرة جديدة في ألاسكا بسبب ذوبان الجليد

أقمار ناسا تكشف عن جزيرة جديدة في ألاسكا بسبب ذوبان الجليد

كشفت الوكالة الوطنية للملاحة والفضاء (ناسا) عن ظهور جزيرة جديدة قبالة سواحل ألاسكا وذلك عبر صور الأقمار الصناعية التي التقطتها المؤسسة، الجزيرة الناتجة عن ذوبان نهر ألسيك الجليدي تقع تحديدًا في بحيرة ألسيك، وعلّق البيان الرسمي من ناسا على أن منسوب هذا النهر الجليدي يتناقص بشكل مستمر، مما يؤدي إلى تغيرات جذرية في المنطقة المحيطة بها.

خلال العقود الأربع الماضية، كان نهر ألسيك يعبر حول جبل برو نوب، ومع التراجع المستمر للكُتل الجليدية، أصبح هناك فصل بين النهر الجليدي والجبل، حيث انخفضت مستويات الفرعين لأكثر من 3 أميال أو 5 كيلومترات، الأمر الذي ساهم في تكوين بحيرة جليدية جديدة، ومع الانفصال التام أصبح الجبل جزيرة مستقلة في بيئة مائية.

منذ أوائل القرن العشرين، يراقب علماء الجليد تراجع منسوب نهر ألسيك الجليدي، ونظرًا لانحسار الكتلة الجليدية، حجمت البحيرة إلى مساحات أكبر بكثير، حيث زادت مساحة بحيرة ألسيك من حوالي 45 كيلومترًا مربعًا عام 1984 إلى 75 كيلومترًا مربعًا في الوقت الحالي، وهذا يعكس النجاح الكبير في رصد الظواهر الطبيعية.

ظل نهر ألسيك متصلًا بالذراع الشمالي لنهر جراند بلاتو الجليدي حتى حوالي عام 1999، عندما شهدت الكُتل الجليدية مزيدًا من الانحسار مما أدى إلى إنشاء فرع رئيسي جديد لبحيرة ألسيك، كما يتضح من التصوير الحديث للأقمار الصناعية التي تم رصدها بعد هذه التحولات.

تُظهر الجزيئة الجديدة مساحة تقدر بحوالي ميلين مربعين، أي ما يعادل 5 كيلومترات مربعة، حسب توقعات العلماء، ويعتقد أنها تشكلت بين يوليو وأغسطس لعام 2025، ومع الانفصال عن الجبل، أصبح النهر الجليدي في حالة من عدم الاستقرار مما يزيد من فرص تعرضه للانكسارات.

تعكس هذه الجزيرة الجديدة تسارع معدل تراجع الأنهار الجليدية في جنوب شرق ألاسكا، وقدرتها على تغيير المشهد الطبيعي على مر العقود، تشير البحيرات المتسعة، والجبهات الجليدية غير المستقرة، إلى التغيرات الجارية الكثيرة، إذ يُحذر الباحثون من أن استمرار ذوبان الجليد في بيئة تحمل ارتفاعات حرارية سيتسبب في تفكيك النظام الهيدرولوجي والإيكولوجي في المنطقة.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.