مايكروسوفت توقف دعم ويندوز 10: مخاوف من تأثيرات على أمان المستخدمين

يستعد ملايين مستخدمي ويندوز 10 لمواجهة مستقبل غير واضح حيث ستقوم مايكروسوفت بإنهاء تحديثات الأمان المجانية في 14 أكتوبر 2025 وجّهت منظمة “Consumer Reports” نداءً إلى الرئيس التنفيذي لشركة مايكروسوفت ساتيا ناديلا تدعو فيه الشركة للتراجع عن قرارها ومتابعة تقديم الدعم لأجهزة ويندوز 10 وتؤكد المنظمة أن قطع الدعم سيُعرض أمن الكثير من المستخدمين للخطر خاصة الذين لا يمكنهم ترقية أجهزتهم إلى ويندوز 11.

تشير “Consumer Reports” إلى أن إنهاء الدعم سيكون له آثار بالغة على الكثير من مستخدمي الحواسيب على مستوى العالم وتفيد البيانات بأن حوالي 46.2% من الناس لا زالوا يستخدمون ويندوز 10 اعتبارًا من أغسطس 2023 ولا تفيد التقديراتأن معظم هذه الأجهزة لا تستوفي متطلبات الترقية المطلوبة وهذا ما يثير القلق لدى “Consumer Reports” بشأن كيفية تلبية مايكروسوفت لاحتياجات عملائها الحاليين.

وصف التقرير سياسة مايكروسوفت بأنها “منافقة” إذ تحث العملاء على الترقية تحت شعار الأمان السيبراني وتترك أجهزة ويندوز 10 معرّضة للخطر وتسلط الرسالة الضوء على الرسوم المقررة التي تصل إلى 30 دولارًا لتجديد الدعم في عام واحد وانتقدت خيارات الدعم المجانية لعدم التحفيز على استخدام منتجات مايكروسوفت التي تمنح الشركة حصة سوقية ضئيلة في مجال المنافسة.

تُثير الرسالة قلقًا حقيقيًا بشأن تأثير إنهاء الدعم على المستخدمين وتُحذر “Consumer Reports” أن الإجراء المُتخذ سيؤدي إلى صعوبة عيش الملايين من الأشخاص الذين لا تتوافق أجهزتهم مع ويندوز 11 ويؤكد نشطاء المجتمع على أن هذه القرارات قد تترك آثارًا بيئية واجتماعية خطيرة على المدى الطويل.

في هذا الصدد قدمت مجموعة أبحاث المصلحة العامة (PIRG) التماساً لتمديد الموعد النهائي للدعم وتقدر PIRG أنه قد يتم التخلص من حوالي 400 مليون جهاز كمبيوتر ما يزال يعمل ولكنه غير قابل للترقية وهذا يثير تساؤلات بشأن النفايات الإلكترونية غير الضرورية وتأثير هذا الأمر على المستخدمين الذين يعتمدون على أجهزتهم القديمة.

تتعلق المناقشة بالتوازن بين الأمن السيبراني وإمكانية الوصول إذ تصر مايكروسوفت على ضرورة الانتقال إلى نظام ويندوز 11 باعتباره الخيار الأكثر أمانًا ورغم ذلك لا تزال عوائق الترقية المتعلقة بالأجهزة موجودة بالنسبة للعديد من المستخدمين وتُشير جهات مثل “Consumer Reports” أن استراتيجية مايكروسوفت الحالية لا تلبي احتياجات الفئات الأقل حظاً.

تسليط الضوء على تكلفة الحفاظ على الأمان حيث تُعتبر الرسوم البالغة 30 دولارًا تمثل عبئاً مالياً على بعض المستخدمين وتطلب المنظمة من مايكروسوفت توفير دعم أمني لأجهزة ويندوز 10 مجانًا حتى تشجع عددًا أكبر من المستخدمين على الترقية ومع الاقتراب من الموعد النهائي في أكتوبر 2025 لم تقدم مايكروسوفت حتى الآن ردًا واضحًا على المطالب المقدمة من قبل “Consumer Reports” وPIRG.

تُظهر النقاشات الجارية التحديات التي تواجه قطاع التكنولوجيا والمستهلكين بسبب الاستمرارية السريعة لدورات حياة البرامج وارتفاع الضغوط المتعلقة بمتطلبات الترقية للأجهزة ولذلك من المهم النظر في كيفية معالجة هذه القضايا لمعالجة مخاوف المستخدمين بشكل فعّال.