استكشاف تأثير النوم والتوتر والإشعاع على صحة الإنسان في بيئات الفضاء المتغيرة

استكشاف تأثير النوم والتوتر والإشعاع على صحة الإنسان في بيئات الفضاء المتغيرة

كشف تقرير حديث عن دراسة جديدة ستقوم بها وكالة ناسا على رواد الفضاء لدراسة التأثيرات الناتجة عن بيئة الفضاء على صحة الإنسان، وستزود هذه الأبحاث العلماء ببيانات حيوية لفهم كيفية تأثير عوامل مثل النوم والتوتر والإشعاع على جسم الإنسان في الفضاء خارج مدار الأرض المنخفض، تأتي هذه الدراسة كجزء من مهمة Artemis 2 التي تهدف إلى إرسال أربعة رواد فضاء في رحلة تجريبية إلى القمر، وتعد هذه المهمة بمثابة الأولى منذ أكثر من خمسين عامًا لنقل البشر إلى الفضاء السحيق.

ويهدف برنامج أرتميس التابع لوكالة ناسا إلى اختبار مركبة “أوريون” الفضائية و”نظام الإطلاق الفضائي” (SLS)، ولجمع بيانات شاملة حول التأثيرات المترتبة على الفضاء العميق، سيتم مراقبة الحالة الصحية لرواد الفضاء خلال المهمة من خلال جمع عينات من الدم والبول واللعاب، ستستمر هذه المراقبة الصحية قبل وبعد العودة إلى الأرض، وتتمثل الأهداف الرئيسية في تتبع التغيرات في صحة القلب والتغذية والمناعة ومستويات التوتر، إذ تسعى ناسا لفهم الآثار البيولوجية للحياة في انعدام الجاذبية.

يعتبر مشروع أرتميس لأبحاث صحة الطاقم واستعداده (ARCHeR) جزءًا أساسيًا من المهمة، حيث يركز على دراسة تأثيرات النوم والتوتر على الأداء العام للطاقم خلال المهمة، بالإضافة إلى ارتداء رواد الفضاء لأجهزة استشعار مخصصة على المعصم لتسجيل الحركة وأنماط النوم، سيتم تحليل هذه البيانات ومقارنتها بتقييمات الأفراد قبل وبعد الرحلة، مما يساعد على فهم تأثير بيئة الفضاء على يقظة الطاقم وقدرتهم على التكيف مع الظروف المحيطة.

تستخدم العينات المأخوذة من رواد الفضاء أيضًا لدراسة كيفية استجابة الجهاز المناعي للإشعاع الفضائي، حيث سيتم وضع عينات اللعاب على أوراق خاصة تسمح بتخزينها دون الحاجة إلى التبريد، بعد العودة إلى الأرض، سيقوم العلماء بتحليل هذه العينات بحثًا عن علامات الجهاز المناعي والفيروسات الخاملة التي يمكن أن تنشط بسبب بيئة الجاذبية الصغرى والتوتر، يهدف هذا البحث إلى فهم العلاقة بين الإجهاد وتنشيط الأمراض في الفضاء، وهو موضوع تمت ملاحظته سابقًا.

تمثل مستويات الإشعاع في الفضاء العميق تحديًا إضافيًا للبعثة، ولذلك ستتم مراقبتها بشكل دقيق خلال Artemis 2، سيقوم الرواد باستخدام أجهزة شخصية لقياس جرعات الإشعاع، بالإضافة إلى ستة أجهزة استشعار نشطة داخل المركبة، تعمل هذه الأجهزة على قياس التعرض للإشعاع ورصد الزيادات المفاجئة، إذا ارتفعت مستويات الإشعاع إلى مستويات خطيرة، يمكن للطاقم استخدام الدرع الحراري للمركبة وخزانات المياه كحماية إضافية، مما يضمن توفر بيئة آمنة لهم.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.