وادي السيليكون في قبضة التحديات: تأثير رسوم تأشيرات العمالة على سوق التكنولوجيا

وادي السيليكون في قبضة التحديات: تأثير رسوم تأشيرات العمالة على سوق التكنولوجيا

هوت أسهم شركات التكنولوجيا الأمريكية بشكل ملحوظ يوم الاثنين في رد فعل فوري على قرار الرئيس الأمريكي بزيادة الرسوم على تأشيرات العمل من فئة (H-1B) ما أدى إلى تزايد القلق بشأن ارتفاع تكاليف العمالة وصعوبة جذب الكفاءات الأجنبية، وشهدت شركات مثل Cognizant Technology Solutions وJP Morgan وIntel انخفاضًا بين 1،2% و1،6% في تعاملات ما قبل السوق نتيجة لهذا القرار، ومن الواضح أن تأثير الإجراءات الجديدة سيكون له آثار سلبية على قطاع التكنولوجيا في الولايات المتحدة.

وقع الرئيس الأمريكي قرارًا تنفيذيًا يفرض رسومًا تصل إلى 100 ألف دولار على طلبات تأشيرات H-1B، وهو ما يعتبر زيادة كبيرة تصل إلى 60 مرة عن التكلفة الحالية، ويهدف هذا الإجراء إلى تقليل الفائض الفوري في استخدام التأشيرات، حيث تعد تأشيرة H-1B صالحة لمدة ثلاث سنوات مع إمكانية تجديدها لفترة مماثلة، وبالتالي فإن هذا القرار يهدف أيضًا لتشجيع الشركات الأمريكية على توظيف عدد أكبر من العمال المحليين.

أعلنت الإدارة الأمريكية أن الرسوم الجديدة ستؤثر على الشركات التي تسعى للحصول على تأشيرات H-1B لموظفيها الأجانب، وهذا أثار مخاوف عديدة لدى كبرى الشركات في قطاع التكنولوجيا والبنوك التي تعتمد بشكل كبير على الكفاءات الخارجية، وأكدت بعض المصادر أن شركات بدأت بالفعل في توجيه نصائح لموظفيها الأجانب بضرورة البقاء في الولايات المتحدة أو التحرك بسرعة لتفادي التعقيدات.

تعتبر تأشيرات H-1B ضرورية لشركات التكنولوجيا في الولايات المتحدة لجذب المبرمجين والمهندسين والخبراء من جميع أنحاء العالم، وتثير القيود الجديدة جدلًا حول مستقبل توظيف الكفاءات الأجنبية، حيث تعد هذه التأشيرات أداة حيوية للحفاظ على تنافسية القطاع ومرونته في مواجهة التطورات العالمية.

على صعيد آخر، ذكرت صحيفة الجارديان البريطانية أن هذا القرار يشكل عقبة رئيسية أمام شركات التكنولوجيا التي تعتمد بشكل كبير على توظيف المهندسين والعلماء والمبرمجين من دول مثل الهند، وفي المقابل بدأ بعض الشركات في وادي السيليكون بإدخال تغييرات على سياساتها بما في ذلك توجيه الموظفين بعدم السفر خارج الولايات المتحدة.

أكد البيت الأبيض أن الرسوم الجديدة ستطبق فقط على المتقدمين الجدد وليس على الذين لديهم تأشيرات سابقة، ويجدر بالذكر أن الهند كانت إلى حد كبير المستفيد الرئيس من تأشيرات H-1B، حيث شكلت 71% من التأشيرات الممنوحة في العام الماضي، وحذرت الحكومة الهندية من العواقب الإنسانية التي قد تترتب على هذا القرار وتأثيره على الأسر الهندية.

في الهند تأثرت أسعار أسهم شركات التكنولوجيا الكبرى مثل إنفوسيس وتاتا كونسلتينج، وسجلت انخفاضًا بنسبة 3% ما يعكس التأثير السريع لهذا القرار على الشركات التي تعتمد على استخدام برنامج H-1B لتوظيف آلاف العمال الهنود في الولايات المتحدة.

تتوقع دراسة متخصصة أن تعمل الشركات على التعامل مع هذا القرار بطريقتين مختلفتين، الأولى تتضمن زيادة عمليات نقل الوظائف إلى دول مثل الهند والفلبين، والثانية ستشهد تسريع استخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لتعويض نقص العمالة البشرية، مما قد يؤدي إلى نتائج عكسية تؤثر على الهدف الرئيسي للسياسات الأمريكية في دعم خريجي العلوم والهندسة محليًا.

كاتب صحفي متخصص في متابعة وتحليل الأخبار التقنية والرياضية والاقتصادية والعالمية، أكتب في موقع "موبايل برس" وأسعى لتقديم محتوى حصري ومميز يُبسط المعلومة للقارئ العربي ويواكب الأحداث المحلية والعالمية.