ظواهر فريدة: استكشاف ألوان الغلاف الجوي للمريخ من الفضاء
لطالما كان الغلاف الجوي للمريخ محور اهتمام العلماء لعقود خلت مع استمرارية سعي البشرية لإنشاء محطات على الكوكب الأحمر مؤخرًا أصدر مسبار إكسومارس التابع لوكالة الفضاء الأوروبية بيانات جديدة تعطي نظرة تفصيلية حول الغلاف الجوي الرقيق الذي يحيط بسطح المريخ وأظهرت التطورات أن هذا الغلاف يحتوي على خصائص متعددة الألوان تجذب الاهتمام والاستكشاف بشكل كبير،
كما أفادت التقارير المستندة إلى صور التقطها نظام التصوير السطحي الملون والمجسم على متن مسبار الغازات النزرة بأن طبقات الغبار والغاز في الغلاف الجوي للمريخ متقاربة ورقيقة تذكرنا بمعجنات “ميل-فيي” ذلك الاكتشاف يعكس التوازن الدقيق بين العناصر المكونة لهذا الغلاف الجوي الذي يعد أحد العوامل الرئيسية المؤثرة في تركيبة مناخ المريخ،
يُظهر تحليل الغلاف الجوي أنه يتكون بمعظمه من ثاني أكسيد الكربون جذبت الكميات الصغيرة من النيتروجين والأرجون والغازات النزرة انتباه الباحثين ومع ذلك على الرغم من رقة هذا الغلاف إلا أنه ليس ثابتًا حيث يمكن لرياح المريخ أن تولد عواصف غبارية تؤثر على تشكيل الطقس على المدى القصير والمستمر،
التقطت الصورة الجديدة في مدارات قريبة من المريخ مما أتاح للعلماء الحصول على تفاصيل دقيقة عن تركيب الغلاف الجوي حيث يتضح أن كل شريط يمتاز بطبقات سمكها بضعة أميال فقط تلك المعلومات تعزز الفهم العام لطبيعة هذا الكوكب وتسمح بتطوير نماذج أوسع لعالم الفضاء،
تشير الدراسات إلى أن الطبقات المرتفعة فوق ارتفاع 25 ميلاً تتكون من حبيبات جليدية صغيرة بينما يسود الغبار في الارتفاعات الأدنى تتيح الاختلافات اللونية بين هذه الأشرطة التحليل الكيميائي وفهم تركيز العناصر داخل الغلاف الجوي حيث تقدم هذه الاكتشافات رؤى عميقة في كيفية تفاعل هذه العناصر مع البيئة المحيطة،
تساعد الجسيمات الموجودة في الغلاف الجوي على تحديد كيفية امتصاص ضوء الشمس وتوزيعه مما يؤثر بدوره في عملية تسخين وتبريد الأجزاء المختلفة بجو المريخ وباستخدام خرائط تتبع ترتيب الطبقات عموديًا يمكن للعلماء فهم كيفية تطور الغلاف الجوي على مدار الأيام والفصول وحتى العقود مما يعيد تشكيل الطريقة التي ننظر بها إلى الكواكب البعيدة،
نشر الباحثون صورهم وتحليلاتهم في عدد حديث من مجلة Science Advances مما يعكس أهمية تلك الاكتشافات العلمية التي تساعد في تعزيز الفهم البشري لطبيعة الكواكب وتفاعلاتها المختلفة وتعطي قاعدة قوية لمزيد من الدراسات المستقبلية حول المريخ،
تعليقات