يوسف شاهين: تجربته الشخصية وصراع الذكريات في حرب أكتوبر
يوسف شاهين يعتبر واحدا من أبرز المخرجين في تاريخ السينما العربية وقد كان له موقف مميز خلال حرب أكتوبر عام 1973 حيث حاول الذهاب للجبهة للمشاركة في القتال والدفاع عن وطنه لكن لم يوفق حيث منعت السلطات ذهابه بسبب مشكلات في سمعه التي قد تعيقه من التفاعل بشكل مناسب مع الأوامر العسكرية يوسف شاهين عبر عن شعوره بالواجب الوطني ورفض الاستسلام للقيود المادية التي أبعدته عن تجربة الجهاد من أجل بلده وهذا يعكس روح البطولة التي كانت تسري في عروق الكثير من المصريين في تلك الفترة.
بعدما منع من الذهاب للجبهة قرر المخرج الكبير أن يركز جهوده على التعبير عن تلك اللحظات التاريخية من خلال الفن فقد أنشأ العديد من الأعمال السينمائية التي تسلط الضوء على ما حدث في تلك الفترة من مآثر وتضحيات قدمها جيل من الشباب في سبيل الوطن وكان هذا التوجه بمثابة التعبير عن إيمانه القوي برؤية الواقع وتوثيقه من خلال عدسة السينما التي استخدمها كأداة لفهم الأحداث وتطوير الوعي الوطني عند الشعب وكان هذا النسق من التعبير الفني ضروريا لدعم الروح المعنوية في تلك الأوقات العصيبة.
يلاحظ الجميع أن تجربة شاهين في تناول المواضيع الوطنية كانت فريدة حيث لم يتوان في استخدام قصص من تلك الفترة ليضعها في قالب فني يجسد دمج التاريخ بالدراما وكانت النتيجة أعمالا فنية لها تأثير كبير على الأجيال اللاحقة من المشاهدين حيث استطاع أن ينقل مشاعر الشعب وآماله وأحزانه وظل يذكر هذه الأحداث في أفلامه مما ساهم في بناء الذاكرة الجماعية للشعب المصري في تلك الحقبة الزمنية الهامة ويظل إرثه الفني شاهدا على كفاح الشعب وتطلعاته للسلام.
تعليقات