جمعية الكواكب تطلق حملة لإنقاذ علوم ناسا أمام الكابيتول
نظمت جمعية الكواكب وقفة أمام الكابيتول بهدف حث الكونجرس على استعادة تمويل ناسا العلمي الذي شهد تقليصًا كبيرًا في الميزانية الفيدرالية المقترحة لعام 2026، وأوضح بيل ناي الرئيس التنفيذي للجمعية تأثير هذا التخفيض على وكالة الفضاء والمجتمع العلمي بشكل عام، مشيرًا إلى أنه قد يؤدي إلى إنهاء عدة بعثات قبل أوانها وتعطيل العديد من المشاريع المستقبلية المهمة من أجل تقدم العلوم، وقد جاءت هذه الفعالية وسط دعم أكثر من 300 شخص ومشاركة 20 منظمة وطنية.
قال ناي خلال المؤتمر، إن التخفيضات المقترحة سوف تؤثر على سير العمل في وكالة ناسا، مما يعني أن المركبات الفضائية المخصصة لمهام متعددة ستُجبر على التوقف المفاجئ، ما ينتج عنه تعطيل مشروعات تطويرية مهمة للغاية، وقد أشار إلى أن هذه التخفيضات ستكون لها آثار سلبية محتملة تُصعب من قدرة الوكالة على الاستمرار في تحقيق إنجازات علمية مستقبلية وضرورية لتقدم البشرية.
مشروع قانون “PBR” الذي تم طرحه في مايو الماضي أدى إلى تقليص غير مسبوق في تمويل ناسا حيث تسعى الجمعية بالتعاون مع الكونجرس إلى زيادة الوعي حول أهمية استعادة الميزانية بطريقة تعيد العمل إلى وضعه الطبيعي، ومؤخراً، تم اقتراح خفض الميزانية العامة للوكالة بنسبة 24% مع خفض كبير بنسبة 47% في التمويل المخصص للبرامج العلمية، مما يثير قلق المجتمع العلمي حول المستقبل.
وأكد ناي أن العلوم في ناسا تمثل صفقة رابحة بالنسبة للاقتصاد الأمريكي، حيث إن مقابل كل دولار يتم إنفاقه على العلوم يعود ثلاثة دولارات على الأقل، مُشيرًا إلى أن الاستثمار في علم الفضاء كان له تأثير كبير على الاقتصاد الأمريكي وأدى إلى خلق 80 ألف وظيفة عبر جميع الولايات، وهو ما يعدُّ دليلاً على الفوائد الاقتصادية المرتبطة بالاستثمار في علم الفضاء.
تطرق ناي إلى دور العلم والاستكشاف بوصفه جزءًا أساسيًا من التطور الوطني، مستنداً إلى النصوص الدستورية التي توصي الكونجرس بتعزيز التقدم في العلوم والفنون، مشددًا على أن هذه القيم يجب أن تُحافظ عليها وتعزز، في خطوة تسهم في تطوير علمي شامل يدعم الصناعات والبحوث المستقبلية ويضمن استمرارية الابتكار.
إزاء استمرار الضغوط بشأن الميزانية، رصد الكونجرس إمكانية إعادة تمويل ناسا إلى مستويات السنة المالية السابقة، ولكن عدم التوصل إلى اتفاق بشأن أجزاء أخرى من مشروع قانون الميزانية حال دون تحقيق ذلك، مما أوقف تقدم الخطط وأدى أيضاً إلى الإخفاق في إقرار الميزانية لسنة 2026.
مارسيل أجويروس الرئيس المنتخب للجمعية الفلكية الأمريكية عبّر عن تأييده لدعوة جمعية الكواكب، مشيرًا إلى أهمية بعثات مثل تلسكوب هابل وتشاندرا في تغيير فهم البشرية للكون، وأكد على المخاطر المرتبطة بتخفيض الميزانية المتعلقة بالمشاريع الحيوية مثل التلسكوب الفضائي نانسي جريس رومان، الذي لا يزال قيد التطوير، مشدداً على أهمية الاستثمار في هذه المشاريع.
أضاف أجويروس أن تلسكوب رومان يمثل خطوة هامة نحو استكشاف جوانب جديدة في الكون وسيساهم في تعزيز معرفتنا بالمادة المظلمة والطاقة المظلمة، محذرًا من أن عدم الاستثمار في هذا التلسكوب قد يؤدي إلى خسائر علمية جسيمة، معبّرًا عن قلقه من أن ذلك سيكون هدرًا كبيرًا للموارد المالية التي يدفعها دافعو الضرائب.
تعليقات