نساء عزبة بندق بالشرقية يحيين تقاليد الخبز الفلاحي بذكريات الأجداد
يعتبر يوم الخبز الفلاحي في القرى التابعة لمحافظة الشرقية بمثابة الاحتفال التقليدي الذي يجمع الجيران من الكبار والصغار أمام الأفران الفلاحية حيث يتعاون الجميع في قطع عجين الخبز بيدهم ويقضون أوقاتهم بالغناء وسرد القصص مما يعكس التراث الأصيل الذي يربطهم بعضهم ببعض ويعد ذلك مناسبة تجتمع فيها الأسرة وتتناغم فيها الروح الجماعية لأهل القرية على مر السنين حيث يحمل هذا اليوم معاني عميقة من المحبة والترابط الاجتماعي
مع بزوغ الفجر تستيقظ السيدات في عزبة بندق لإشعال النيران في الأفران باستخدام قش الأرز والحطب وذلك لإعداد أشهى المخبوزات الفلاحية كما يبدأنه بتجهيز الأرز المعمر الذي تفوح منه رائحة عطرية تقودهم إلى لحظات من الزمن الجميل هذه الأجواء الأسرية تحمل روح الماضي وتجعل الأطفال يحلمون بذكريات جميلة حيث يشارك الجميع بحماس في عملية الخبز ويحاكون تقاليد أجدادهم بكل فخر واعتزاز
لا تزال العديد من النساء في عزبة بندق تحتفظن بهذه الطقوس التقليدية من خلال استخدام الأفران الفلاحية والتي تعتبر جزءا لا يتجزأ من حياتهن اليومية حيث يستمرون في إعداد الخبز الفلاحي والأطباق الشعبية مثل الأرز المحشي وبذلك يعيشون بساطة الحياة وهدوئها وهذا يعكس أصالتهم وثقافتهم الغنية التي تستمر عبر الأجيال
وطوال يوم الخبز يظل الأطفال يلعبون بالقرب من أمهاتهم فترتسم البسمة على وجوههم في انتظار تناول الخبز الطازج مما يضفي جوا من الفرح والسعادة في القرية حيث يتم تشجيع الأطفال على المشاركة في هذه الطقوس منذ صغرهم لتكون ذكريات جميلة يحملونها معهم في المستقبل وتصبح جزءا من هويتهم الثقافية التي تعكس التراث الفلاحي المتنوع
تتجلى فرحة الأطفال خلال هذا اليوم من خلال تفاعلهم مع الأمهات مما يخلق لحظات جميلة مليئة بالحب والود بين أفراد العائلة حيث يتبادلون الحكايات عن ماضيهم وكيف كانوا يقومون بهذا التقليد في صغرهم مما يساهم في تعزيز الروابط الأسرية كما أن هذه اللحظات المميزة تعكس أهمية الحفاظ على العادات والتقاليد التي تعزز الهوية الثقافية لأهل الريف
في النهاية يبقى يوم الخبز الفلاحي محورا لا يمحى من ذاكرة أهل القرية حيث يجسد الفخر والاعتزاز بالتراث الثقافي ويشكل جزءا من تاريخهم الجمعي فهذه الطقوس ليست مجرد إعداد لطعام بل هي فرصة للتواصل والتقارب بين الجيل القديم والجديد وتعبر عن قوة الروابط الإنسانية التي تجعل من كل واحدة منهم جزءا متميزا من مجتمعهم المحب
هذه الاحتفالات والتقاليد لا تقتصر على تقديم الطعام فحسب بل تؤكد أهمية العمل الجماعي والتضامن بين أبناء القرية مما يؤدي إلى خلق مجتمع قوي متماسك حيث يعيش الجميع في تناغم مع بعضهم البعض ويشعرون بالفخر بكونهم جزءا من هذه الثقافة الغنية حيث تجسد هذه الأجواء الفلاحية روح الكرم وحب الخير الذي يجمعهم تحت مظلة وطن واحد
تعليقات